للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

والحكم على ما هذه بالمصدرية أولى من جعلها كافة؛ لأنها إذا كانت مصدرية كانت هي وصلتها في موضع جر بالكاف في البيت الأول، وبإضافة الظرف في البيت الثاني.

ولم يصرف بما هو له ثابت بخلاف الحكم بأن ما كافة، وأيضا فإن النظر يقتضي أن تكون ما مصدرية لكثرة استعمالها وعدم عملها غير مقصورة على الوصل بالفعل بخلاف أن وكي ولا تستحق ذلك لو المصدرية لقلة استعمالها فإن الحاجة إلى اختلاف [١/ ٢٦١] المصحوب في صلة وغيرها دون كثرة استعمالها غير ماسة، وأيضا فمن مواقع ما المصدرية النيابة عن وقت واقع ظرفا، والوقت الواقع ظرفا قد يضاف إلى جملة اسمية كما يضاف إلى جملة فعلية فإذا وصلت ما بكلتا الجملتين حين وقوعها موقع ذلك الوقت سلك بها سبيل ما وقعت موقعه، فكان

الحكم بجواز وصلها بجملة اسمية راجحا على الحكم بمنعه وهذا على تقدير عدم ذلك مسموعا فكيف وقد ظفرت به في البيتين السابق ذكرهما، وإذا ثبت وصل ما المصدرية النائبة عن ظرف بجملة اسمية لم يتبعه وصلها بها إذا لم تكن نائبة عن ظرف» انتهى (١) وهو كلام حسن واستدلال جيد.

وأما لو المصدرية: فعلامتها أن يصلح في موضعها أن وأكثر وقوعها بعد ما يدل على تمن كقوله تعالى: يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ (٢) وقد تكون غير مسبوقة بتمن، وعن ذلك احترز المصنف بقوله: غالبا قبل قوله: مفهم تمنّ وذلك كقول قتيلة (٣):

٤٦١ - ما كان ضرّك لو مننت وربّما ... منّ الفتى وهو المغيظ المحنق (٤)

-


(١) انظر شرح التسهيل (١/ ٢٢٨).
(٢) سورة البقرة: ٩٦ انظر التعليق على هذه الآية بعد قليل.
(٣) هي قتيلة بنت النضر بن الحارث بن علقمة، من بني عبد الدار من قريش، شاعرة من الطبقة الأولى في النساء. أدركت الجاهلية والإسلام وأسر أبوها النضر في موقعة بدر فأمر به النبي عليه الصلاة والسّلام فقتل فرثته قتيلة بقصيدتها التي أنشدتها بين يدي رسول الله. وفيها تطلب من رسول الله العفو عن أسرى بدر وتذكر له أسفها على أبيها. وأسلمت قتيلة بعد ذلك وتوفيت في خلافة عمر سنة (٢٠ هـ).
انظر ترجمتها في الأعلام (٦/ ٢٨).
(٤) البيت من بحر الكامل من قصيدة لقتيلة - كما جاء في الشرح - ترثي بها أباها وقيل أخاها. وهي -

<<  <  ج: ص:  >  >>