للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ورتب على ذلك الشبه قوله: فلهما ما لهما من ترتيب ومنع فصل بأجنبي وفهم منه ألا يمنع الفصل بما ليس أجنبيّا كما تقدم، ولا شك أن الفصل بين جزأي الاسم يمتنع مطلقا سواء كان الفاصل أجنبيّا أم غير أجنبي فكيف يصح التشبيه مع مخالفة المشبه للمشبه به.

ويمكن الجواب عن ذلك: بأن تشبيه شيء بشيء لا يلزم أن يكون في جميع ما هو ثابت للمشبه به فقد يكون في بعض الأشياء دون بعض ولا شك أن الفصل بالأجنبي ممتنع في جزأي الاسم فيمتنع في الموصول والصلة أيضا، وأما الفصل بغير الأجنبي فممتنع في جزأي الاسم جائز في الموصول والصلة.

المسألة الثانية: أن صلة الموصول قد تحذف إذا كان ثم موصول صلته مذكورة وكانت المحذوفة بمعنى المذكورة وإلى ذلك أشار بقوله: وقد ترد صلة بعد موصولين أو أكثر مشتركا فيها أو مدلولا بها على ما حذف.

ــ

أما ورود الصلة مشتركا فمثاله قول الشاعر:

٤٧٦ - صل الّذي والّتي متّا بآصرة ... وإن نأت عن مدى مرماهما الرّحم (١)

وقد كان المصنف مستغنيا عن ذكر هذه المسألة؛ لأنه لا يرتاب في أن الموصولين إذا اشتركا في معنى الصلة اكتفى لهما بصلة واحدة.

- وأما ورود الصلة مدلولا بها على ما حذف فمثاله قول الشاعر:

٤٧٧ - وعند الّذي واللّات عدنك إحنة ... عليك فلا يغررك كيد العوائد (٢)

-


(١) البيت من بحر البسيط لم ينسب فيما ذكر من مراجع وهو في النصح والإرشاد.
ومعناه: صل أهلك وأقرباءك وإن قاطعوك.
اللغة: متا: أي توسلا واتصلا. بآصرة: بقرابة. الرّحم: القرابة أيضا. وفي شرح أبي حيان جاءت الشطرة الثانية هكذا: وإن نأت عن مرامي متها الرحم.
وشاهده قوله: صل الذي والتي متا حيث اشترك موصولان في صلة واحدة.
والبيت في معجم الشواهد (ص ٣٤٨) وفي شرح التسهيل (١/ ٢٣٣) وفي التذييل والتكميل (١/ ١٦٨).
(٢) البيت من بحر الطويل لم تذكر مراجعه قائله وهو في النصح أيضا.
اللغة: عدنك: من العيادة وهي الزيارة. إحنة: حقد وبغض. فلا يغررك: فلا تنخدع.
والشاعر يقول لصاحبه: لا تغتر بمن يزورك ويأتيك فهم حاقدون عليك.
وشاهده: حذف صلة الذي لدلالة صلة اللاتي عليها وقيل بأن الصلة مشتركة ولا حذف.
والبيت في شرح التسهيل (١/ ٢٣٣) وفي التذييل والتكميل (١/ ١٦٩) وفي معجم الشواهد (ص ١١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>