للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ومن الإشارة إلى الزمان بهنّا قول الشاعر:

٥١٦ - حنّت نوار ولات هنّا حنّت ... وبدا الّذي كانت نوار أجنّت (١)

فهنّا إشارة إلى وقت، وهو منصوب على الظرفية، وحنت في موضع رفع بالابتداء، والخبر الظرف، وهذا أحد المواضع المخبر فيها عن الفعل مؤولا بمصدر.

وزعم بعض المتأخرين أن هنّا اسم لات، والتقدير: ليس ذلك الوقت وقت حنّت، أي وقت حنان. وليس ما زعم صحيحا؛ لأن هذا الاستعمال مخالف لاستعمال لات الملحقة بليس ولاستعمال هنّا؛ فإن لات إنما يكون اسمها الحين [١/ ٢٨٣] محذوفا كقوله تعالى: وَلاتَ حِينَ مَناصٍ (٢) أي: وليس الحين حين مناص. وهنّا بخلاف ذلك فلا يكون اسم لات. وأيضا فإن هنّا لا تفارق الظرفية إلا بدخول من أو إلى عليها وارتفاعه على أن يكون اسم لات مناف لذلك، فلا يصح.

والضمير من قولي: لتضمّن معناها - عائد على الإشارة؛ فإن معناها حقيق بأن يوضع له حرف يدل عليه كما وضع للتنبيه والاستفتاح وغيرهما من المعاني الزائدة على مدلولات الأسماء والأفعال، فاستغنوا عن وضع حرف إشارة يتضمن أسماء لمعناها فلذا يحدّ اسم الإشارة بأنه الدال بالوضع على مسمّى وإشارة إليه. -


- يشار بهما إلى المكان؛ لأن الزمان يدل على المكان؛ لأنه قال في ذلك المكان الذي كان جاءكم الكفار في زمانه من فوقكم ومن أسفل منكم ابتلي المؤمنون، وكذلك تأويل الأبيات المذكورة».
والشاهد في شروح التسهيل لابن مالك (١/ ٢٥١) ولأبي حيان (٣/ ٢١٢)، وللمرادي (١/ ٢٥٦).
(١) البيت من بحر الكامل نسب لشبيب بن جعيل أو حجل بن نضلة بفتح الأول وسكون الثاني فيهما.
اللغة: حنّت: من الحنين وهو الشوق ونزاع النفس على الشيء. نوار: من أسماء النساء: وأما آخره فمرفوع على الإعراب فاعلا، أو مكسور على البناء، وهي نوار بنت عمرو بن كلثوم، وكان الشاعر أسرها وركب بها الفلاة خوفا من أن يلحق، ولات هنا حنت: أي ليس الوقت وقت حنين. أجنت: أخفت وسترت.
المعنى: حنت نوار إلى أهلها، وأظهرت ما كان خافيا، وجزعت لما رأتنا في مكان موحش، ولكن ليس ذلك الوقت وقت الحنين وإظهار الجزع.
وإعراب البيت وشاهده واضحان من الشرح.
والشاهد في معجم الشواهد (ص ٧٥) وشروح التسهيل لابن مالك (١/ ٢٥١). ولأبي حيان (٣/ ٢١٣) وللمرادي (١/ ٢٥٦).
(٢) سورةص: ٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>