إذا ذقت فاها قلت طعم مدامة ...... إلخ ولا مفردا معناه معنى الجملة نحو: قلت خطبة، ولا مصدرا نحو: قلت قولا، ولا صفة له نحو: قلت حقّا؛ بل لمجرد اللفظ نحو: قلت زيدا، ومن النحويين من منع ذلك وهو الصحيح؛ إذ لا يحفظ من لسانهم قال فلان زيدا، ولا قال ضرب، ولا قال ليت، وإنما وقع القول في كلام العرب لحكاية الجمل. (١) الذي قاله الشارح في باب ظن قال: وينصب بالقول وفروعه المفرد الذي هو جملة في المعنى: كالحديث والقصّة والشّعر والخطبة فيقال: قلت حديثا وأقول قصة وهذا قائل شعرا وخطبة، وينصب أيضا بالقول وفروعه المفرد المراد به مجرد اللفظة، كقولك: قلت كلمة، ومن ذلك قوله تعالى: سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ أي: يطلق عليه هذا الاسم، ولو كان يقال مبنيّا لفاعل لنصب إبراهيم، فكان يقال: يقول له الناس: إبراهيم كما يقال: أطلق الناس عليه إبراهيم. قال المصنف: وممن اختار هذا الوجه صاحب الكشاف، ورجّحه على قول من قال: التقدير: يقال له: هذا إبراهيم، أو يقال له: يا إبراهيم (انظر باب ظن في هذا الكتاب الذي بين يديك). (٢) هو أحمد بن الحسين بن أحمد بن معالي بن منصور بن علي الشيخ شمس الدين بن الخباز الأربلي الموصلي النحوي الضرير، كان أستاذا بارعا علامة زمانه في النحو واللغة والفقه والعروض والفرائض. مصنفاته: صنف شرح ألفية ابن معط، وهو مخطوط مصور بدار الكتب تحت رقم (١٨٢٣ نحو) وله أيضا النهاية في النحو. مات بالموصل في العاشر من رجب سنة (٦٣٧ هـ). انظر ترجمته في: بغية الوعاة (١/ ٣٠٤).