للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وما تقدم معه من الأمثلة ملتزم.

وليس وجود المفعول في هذه المسألة شرطا، بل يجوز سد الحال مسد خبر المصدر مع كونه من فعل لازم كقولك: قيامك محسنا، وإحسانك قائما.

قال المصنف (١): «وهذا النّوع أيضا داخل تحت قولي: إذا كان المبتدأ عاملا في مفسّر صاحبها؛ فإنّ المضاف عامل فى المضاف إليه» انتهى.

والتقدير: قيامك إذا كنت محسنا، وإحسانك إذا كنت قائما؛ فصاحب الحال ضمير المخاطب المرفوع بكان، وهو غير محتاج إلى مفسر، ويقتضي عبارة المصنف أن الكاف المضاف إليها المصدر هي المفسرة، وليس كذلك؛ إلا أن يراد بالتفسير الدلالة على المحذوف فيستقيم [١/ ٣١١].

وقد ذكروا أن الحال في مثل: ضربي زيدا قائما - يجوز أن يكون للمتكلم وتقديره: ضربي زيدا إذا كنت قائما؛ فالحال من التاء، والمبتدأ مصدر عامل في الياء (٢) بالإضافة، وهي مفسر التاء التي هي صاحب الحال، أي تدل عليها كما قلنا في: قيامك محسنا (٣).


- حكمك جائز لا يعقب، ويروى المثل: حذ حكمك مسمّطا أي: جائزا نافذا.
(١) شرح التسهيل (١/ ٢٧٩).
(٢) في نسخة (ب): مصدر عامل في التاء، وهو خطأ.
(٣) إلى هنا والكلام في هذه المسألة سهل ولا غموض فيه. وظهر في المسألة المبتدأ والخبر والمطلوب فيها. ثم انظر بعد ذلك ما كتبه النحاة وما ألفوه في وجوه هذه المسألة، وكيف اختلفوا فيها اختلافا يكد الذهن ويتعب القلب، ووصل الأمر بهم إلى أن أفردوا لها مؤلفات خاصة.
قال السيوطي: (الهمع ١/ ١٠٥): وهذه المسألة طويلة الذّكر كثيرة الخلاف، وقد أفردتها قديما بتأليف مستقلّ.
وأبو حيان يكتب فيها أكثر من ثلاثين صفحة في كتابه المشهور (التذييل والتكميل ٣/ ٢٨٧ - ٣١٣) ويتبعه شارحنا فيكتب أكثر مما كتبه أبو
حيان، وينقل لنا عن بهاء الدين بن النحاس (سبقت ترجمته) نقلا طويلا يقارب العشرين صفحة.
والعجب أن المسألة قليلة الاستعمال في كلامنا، وأعجب من ذلك أمثلتهم الغريبة وافتراضاتهم البعيدة، انظر إلى ما مثلوا به فيها: قيامك مسرعا نفسك نفسه نفسه، وكثير مثله.
ومع أننا نجل القديم ونحترمه، إلا أن مثل هذا يفتح باب القيل والقال للمحدثين من أنصاف المتعلمين وغيرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>