(٢) البيت من بحر الطويل، قال الأستاذ عبد السّلام هارون: «إنّه من الخمسين المجهولة القائل». اللغة: ألّب ألبا: جمع. الواشي: من يفسد بين المحبين. البين: الفراق والبعد. ترب لأفواه الوشاة: دعاء عليهم بالخيبة وعدم تحقيق الآمال. المعنى: أن الواشين يريدون أن يفسدوا بيننا، ولكنهم لن يبلغوا ما يريدون. وشاهده: قوله: فترب لأفواه الوشاة وجندل. قال سيبويه: (١/ ٣١٤): هذا باب ما جرى من الأسماء مجرى المصادر التي يدعى بها، وذلك قولك: تربا وجندلا .. كأنّه قال: أطمعك الله تربا وجندلا. قال: وقد رفعه بعض العرب فجعله مبتدأ مبنيّا عليه ما بعده، ثم أنشد بيت الشاهد، وقال: وفيه ذلك المعنى الّذي في المنصوب كما كان ذلك في الأوّل. وأما مجيء المبتدأ في البيت نكرة فلأنه مقصود به الدعاء. والبيت في معجم الشواهد (ص ٢٨١) وفي شرح التسهيل (١/ ٢٩٥). وفي التذييل والتكميل: (٣/ ٣٣٠). (٣) سورة الصافات: ١٣٠. (٤) مثل من أمثال العرب، انظر كتاب سيبويه: (١/ ٣٢٩) قال: وأمّا قوله: شيء ما جاء بك؛ فإنه يحسن وإن لم يكن على فعل مضمر، لأن فيه معنى: ما جاء بك إلا شيء، ومثله: شر أهرّ ذا ناب وقد ابتدئ في الكلام على غير ذا المعنى، وعلى غير ما فيه معنى المنصوب، وليس بالأصل. قالوا في مثل: أمت في الحجر لا فيك. والأمت: العوج، قال تعالى: لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً [طه: ١٠٧] وهو مثل يضرب في الدعاء للمخاطب بالخير. (٥) في كتاب سيبويه: (١/ ٣٣٠) هذا باب من النّكرة يجري مجرى ما فيه الألف واللّام من المصادر والأسماء، وذلك قولك: سلام عليك، ولبّيك، وخير بين يديك، وويل لك، وويح لك ... إلخ. ثم قال: «فهذه الحروف كلها مبتدأة مبنيّ عليها ما بعدها». (٦) شرح التسهيل (١/ ٢٩٥).