للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

الأولى:

أن يوهم تقديمه كونه مبتدأ، وذلك إذا كان الجزآن معرفتين نحو: زيد أخوك، أو نكرتين نحو أفضل منك أفضل مني؛ إذ لا يتميز المبتدأ من الخبر حينئذ إلا بذكر كل منهما في مرتبته، فإن كان ثم قرينة معنوية يحصل بها التمييز لم يجب تقديم المبتدأ، وذلك نحو قول حسان رضي الله عنه:

٥٨٧ - قبيلة ألأم الأحياء أكرمها ... وأغدر النّاس بالجيران وافيها (١)

ونحو قول الآخر:

٥٨٨ - وأغناهما أرضاهما بنصيبه ... وكلّ له رزق من الله واجب (٢)

فألأم الأحياء وأغناهما خبران مقدمان، وأكرمها وأرضاهما مبتدآن مؤخران مع التساوي في التعريف؛ لأن المعنى إنما يصح بذلك.

ومثل ذلك قول الآخر:

٥٨٩ - بنونا بنو أبنائنا وبناتنا ... بنوهنّ أبناء الرّجال الأباعد (٣)

-


(١) البيت من بحر البسيط من قصيدة لحسان بن ثابت كما ذكر الشارح، والعجيب أن صاحب معجم الشواهد لم ينسب البيت، وهذه المقطوعة يهجو فيها حسان قبيلة هوازن. انظر ديوان حسان (ص ٢٥٦).
والشاهد في البيت: تقدم الخبر على المبتدأ في موضعين، وهذا التقديم جائز مع تساويهما في التعريف، وذلك لوجود القرينة المعنوية لأن المراد أن أكرم هذه القبيلة هو ألأم الأحياء، وأن أوفاها هو أغدر الناس، وذلك شر هجاء.
والبيت في شرح التسهيل (١/ ٢٩٦) والتذييل والتكميل (٣/ ٣٣٧) ومعجم الشواهد (ص ٤١٥).
(٢) البيت من بحر الطويل: وهو دعوة للزهد والقناعة لشاعر مجهول.
واستشهد به على: تقدم الخبر على المبتدأ جوازا مع تساويهما في التعريف؛ لأن المراد الحكم على الراضي بالنصيب بأنه غني. هذا ما ذكره الشارح تابعا لابن مالك (شرح التسهيل: ١/ ٢٩٧) وأبي حيان:
(التذييل والتكميل: ٣/ ٣٣٧).
وأرى أن كلا الاسمين يجوز الحكم بأحدهما على الآخر ولا فرق بينهما، وإذا كان من ترجيح فيجب ترجيح الأصل، وجعل المقدم مبتدأ والمؤخر خبرا، وإنما لم يجز هذا في البيت الذي قبله والذي سيأتي بعده لإرادة الهجاء في الأول، واستقامة المعنى في الثاني على ما ذكر من تقدم الخبر مع أن ابن هشام أجاز في الثاني أن يكون الأول مبتدأ عند إرادة المبالغة (المغني: ٢/ ٤٥٢) والبيت ليس في معجم الشواهد.
(٣) البيت من بحر الطويل، وشهرته في هذا الباب واضحة، ولم يستشهد به النحاة فقط، وإنما استشهد به الفقهاء في باب الميراث على أن أبناء كالأبناء في العصب، كما استشهدوا به في باب الوصية، -

<<  <  ج: ص:  >  >>