(٢) في كتاب سيبويه جاء قوله: (١/ ٣٣٧) بعد كلام له: وإن شئت رفعت هذا كلّه فجعلت الآخر هو الأول، فجاز على سعة الكلام، ثم أنشد بيت الخنساء، وقال: جعلها الإقبال والإدبار. فجاز على سعة الكلام، كقولك: نهارك صائم وليلك قائم. وفي المقتضب: (٣/ ٢٣٠) يقول المبرد تعليقا على البيت المذكور: أي ذات إقبال وإدبار، ويكون على أنّه جعلها الإقبال والإدبار لكثرة ذلك منها. (٣) البيت من بحر البسيط من قصيدة طويلة للخنساء ترثي فيها أخاها صخرا، وقد غنى ابن سريج بعض أبياتها ومطلعها كما في الديوان (ص ٢٦). قذا بعينك أم بالعين عوّار ... أم ذرّفت إذ خلت من أهلها الدّار وقبل بيت الشاهد قولها تصف حزنها على أخيها. فما عجول لدى بوّ تطيف به ... لها حنينان إصغار وإكبار ترتع ما رتعت ... بيت الشاهد وبعده: يوما بأوجع منّي يوم فارقني ... صخر وللدّهر إحلاء وإمرار اللغة: العجول من النساء والإبل: الواله التي فقدت ولدها وهي الثكلى لعجلتها في مجيئها وذهابها جزعا. البوّ: ولد الناقة، وجلد يحشى تبنا، ويقرب من أم الفصيل فتعطف عليه وتدر اللبن. ادّكرت: أي تذكرت ولدها. والشاهد في البيت: الإخبار عن الذات بالحدث في قولها فإنما هي إقبال وإدبار وقد خرجوه على المبالغة كأن الحدث هو الذات، وقيل بحذف المضاف أي ذات إقبال وإدبار، وقيل بتأويل المصدر باسم الفاعل أي مقبلة ومدبرة. والبيت في شرح التسهيل لابن مالك: (١/ ٣٢٤) وهو في معجم الشواهد (ص ١٦٤).