للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان السلطان استحضر (١) سنقر الأشقر وطقصو فعاقبهما فاعترفا بأنهما أرادا قتله، فسألهما عن لاجين فقالا: لم يكن معنا ولا علم له بهذا، فخنقهما وأطلقه بعد ما كان الوتر فى حلقه «وكانت له مدة لا بد منها (٢)» وقد ملك بعد ذلك كما سنذكره (٣).

وذكر فى نزهة الناظر: أن مسك سنقر الأشقر ومن معه كان والسلطان فى دمشق، وأن السبب فى مسكه ما صدر منه والسلطان وعسكره محاصرون قلعة الروم، وهو أن السلطان لما استشار الأمراء هناك فى الرجوع عن قلعة الروم حين بلغه وصول التتار كان آخر كلام سنقر الأشقر هذا للأمير بيدرا: الحرب، هو لعب الصغار (٤)، فأثرت هذه الكلمة فى نفس السلطان أثرا كبيرا، وصار إذا جلس مع بيدرا والخاصكية يقول لبيدرا: سمعت قول سنقر الأشقر الحرب هو لعب الصغار، ما كان هذا القول لك، بل كان لى، يقول لك ويسمعنى، ولما دخل دمشق وأرسل بيدرا إلى جبال كسروان كما ذكرنا وجرى ما جرى، ثم عادوا إلى دمشق، شرع السلطان يباكت الأمراء ويقبح عليهم فعلهم، والتفت إلى بيبرس الجالق وقال: ما أسمع يقولون إلا البحرية فعلوا كذا وصنعوا كذا وفشارات كثيرة وما رأينا منهم شيئا. فقال الجالق: بالله يا خوند خلّ عنك ذكر البحرية وقد بقينا كلنا على آخر نفس، وما بقى لنا غير الراحة والقعود فى بيوتنا وينتفع الشبان بأخبازنا، فالتفت إليه السلطان وهو مغضب


(١) بداية ما ورد من هذا النص فى البداية والنهاية ج‍ ١٣ ص ٣٣٠.
(٢) «وكان قد بقى له مدة لا بد أن يبلغها» - البداية والنهاية.
(٣) البداية والنهاية ج‍ ١٣ ص ٣٣٠.
(٤) انظر ما سبق ص ١١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>