مات فى هذه السنة ودفن بقاسيون، قرأ بالسبع وروى عن الشيخ [٥٢] علم الدين السخاوى (١) وغيره، وله نظم كثير، فمن ذلك قوله:
إنّ الكبائر سبع عشر فاعلمن … للقلب منها أربع فتعلّم
إشراكه إصراره وقنوطه … والأمن من مكر الإله المنعم
وكذا للسّان الشرك قذف المحصنا … ت السحر قول الزور فافهم واعلم
والبطن أموال اليتامى والربا … والخمر جماع لسائر ما ذم
يختصّ بالفرج اللواط مع الزنا … ويد إذا سرقت ونيل يحرّم
للرجل واحدة إذا من زحفها … فرت محافقة ولما تقدم
ولسائر البدن العقوق فإن نجت … ما قد ذكرت وقيت حر جهنم
وقال:
جميع عذاب منك للصبّ يعذب … وكل كريه منك فى الحبّ طيّب
فعذب بما تختار فى كل حالة … فأنت على كل الأمور محبّب
تساوى العطا والمنع والوصل والجفا … لدىّ وبعدى فى الهوى والتقرّب
فهل ترى فى كل حال إلى سوى … جنابك إذ ما تبتلينى أهرب
بحق الذى أعطاك فى الحسن غاية … إلى بعضها كل الملاحة ينسب
واطلع من فوق القضيب على النقا … لنا قمرا من حسنه الطرف يعجب
ونمنم فى الياقوت خط زمرّد … يسطرّه ماء الصبا ويرتب
وقال لماء الحسن قف صحن خدّه … فما زج فيه النّار وهى تلهب
أمرت الدّجى أن يستطير ظلامه … بها صبحه حتّى القيامة يذهب
(١) هو: على بن محمد بن عبد الصمد الهمدانى، علم الدين السخاوى، أبو الحسن، المتوفى سنة ٦٤٣ هـ/ ١٢٤٥ م - العبر ج ٥ ص ١٧٨.