وقلت لسقمى قد أبحتك جسمه … فأعضائى فى أيدى النوائب تنهب
ترفق فما أبقيت غير حشاشة … وقلب على جمر الغضى يتقلب
جنيت وقد عادت على جنايتى … فياليت شعرى من ألوم وأعتب
نديمى حدّثنى قديم حديثه … فإن حديث الحبّ للسمع مطرب
تعلقته فى عنفوان شبيبتى … وها مفرقى مما أعانيه أشيب
فدعنى من لبنى ولبلى وزينبا … فمن فى الورى ليلى ولبنى وزينب
وعد عن الأوطان لاتلو نحوها … وخلّ وقوفا بالديار يشبّب
قل الله واتركهم ولا تشتغل بهم … وشاهد فإن القوم عن ذاك غيّب
لعمرك ما فى الكون إلا جلاله … ألم ترنى إن بعد أفنى وأذهب
فيا من إليه يرجع الأمر كله … ومنه بدا فى الكون ما فيه يعزب
اقلنى ذنوبا أوثقتنى جمة … فإنك ذو عفو وإنّى مذنب
ولا تخزنى فى حين عرض صحيفتى … فوا خجلتنى مما جنيت ويكتب
قصدتك أبغى رحمة منك سيّدى … وأنت كريم قاصد لا تخيب
[٥٣]
لئن ضقت ذرعا بالذنوب فإنّنى … لأعلم حقا أن عفوك أرحب
وصلّ على المختار من آل هاشم … نبىّ الهدى ما لاح فى الأفق كوكب
وعترته ثم الصحابة كلهم … صلاة كنشر المسك بل هى أطيب
الصدر الرئيس سعد الدين سعد (١) الله بن مروان بن عبد الله الفارقى الشافعى،
(١) وله أيضا ترجمة فى: درة الأسلاك ص ١١٤، الوافى ج ١٥ ص ١٨٧ رقم ٢٦١، فوات الوفيات ج ٢ ص ٤٧ رقم ١٦٥، تالى كتاب وفيات الأعيان ص ٧٨ رقم ١١٨، السلوك ج ١ ص ٧٨١، شذرات الذهب ج ٥ ص ٤١٨، العبر ج ٥ ص ٣٧٢، تذكرة النبيه ج ١ ص ١٥٧ - ١٥٨.