للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فلما تحدث الوزير فى الأعمال لتحصيل الأموال وتقرير التقادم من الخيل والجمال، وجد لبيدرا عدة من البلاد محمية باسمه (١)، وله بها كثير من الحواصل والغلال، مع شغور الشون السلطانية، ووجد نوابه الذين بكل جهة يدافعون عنها، فأوحى إلى السلطان من أمره ما غيّره عليه، وبلغ ذلك بيدرا (٢) فحصل فى قلبه تغير.

ولما قضى السلطان الوطر من الصيد، ووصل إلى قوص (٣)، عاد إلى قلعته، واهتم له الأمير بيدرا بضيافته عند عوده، وضرب له بالعدوية (٤) خيمة من الأطلس الأحمر بأطناب من الإبريسم الملون (٥)، وعمد صندلية (٦) محلاة بفضة مطلية (٧) منقوشة بأنواع النقوش، مرقشة بإبداع الرقوش، مفروشة ببسط من الحرير، مصورة بغرائب التصوير، وعمل له ضيافة بالغ فيها ليتلافى سعاية ابن السلعوس إن أمكن


(١) «وكشف الوزير السلعوس الوجه القبلى» فوجه الجارى فى ديوان الأمير بيدرا من الجهات - عما هو فى إقطاعه، وما اشتراه، وما حماه - أكثر مما هو جار فى الخاص السلطانى» - السلوك ج‍ ١ ص ٧٨٣.
(٢) «من بطائنه الذين حول السلطان» - فى زبدة الفكرة (مخطوط) ج ٩ ورقة ١٧٩ أ.
(٣) «ونادى هناك بالتجهز لغزو اليمن» - السلوك ج‍ ١ ص ٧٨٣.
(٤) العدوية: خارج القاهرة بالقرب من بركة الحبش، فيما بينها وبين طرا - الانتصار ج ٥ ص ٤٣.
(٥) «بأطناب حرير» فى السلوك ج‍ ١ ص ٧٨٣.
(٦) أى من خشب الصندل.
(٧) «وأعمد فى صندل محلاة ومفصلة بفضة مذهبة» - السلوك ج‍ ١ ص ٧٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>