للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

معهم، وقبلوا الأرض، أنه ما أراد بهذا السلطان، وبقى مهنى بقبل الأرض ويحلف أنه ما نوى هذا، والأمراء يعتذرون عنه.

وقال الأمير حسام الدين الأستاذدار: يا خوند لا تؤاخذ العرب فإنهم لا يعرفون هذه الأمور، ويتكلمون بكلام ولا يقصدون بذلك شيئا، فقاموا بعد ذلك وخرجوا، والسلطان يقول: يا مهنى، وهو خارج من عنده مع الأمراء، أوريك إن كنت خبيث بن خبيث أو خليل بن قلاون.

ثم أن مهنى صبر إلى أن دخل الليل، فجاء لى حسام الدين الأستاذدار وعرفه ما هو فيه من القلق بسبب ما وقع منه، وكان يركن إليه وبينهما مودة، فاستشاره أنه يقيم أو يرحل إلى أهله، فأشار عليه أن يرحل ولا يعود يقابل السلطان، لما كان يعلم ما فى باطنه من أمره، واتفق معه على الرحيل، وترك عنده من يثق به أنه يسير معه، ويقف على ما يقع من السلطان فى أمره من الخير والشر، ثم يرسله إليه ويعرفه بالإشارة، ثم رحل باكر النهار.

وعلم بذلك السلطان، فسكت عنه إلى أن اتفق ما اتفق من رواح السلطان إلى الشام، ثم إلى حمص وخروجه إلى الصيد كما ذكرنا، فلما فرغ سأل عن الطريق التى تاتى على أبيات مهنى فى البرية حتى يجعل طريقه عليها، وأحس الأمير حسام الدين أن فى نفس السلطان القبض عليه، فطلب ذلك الرجل الذى تركه مهنى عنده، فقال له: اذهب إلى مهنى وسلم عليه من عندى واعطه هذه السلة، ولم يقل له شيئا غير ذلك، فسبق القاصد إلى مهنى وعرفه أن السلطان جعل طريقه عليه، فقال: وأش قال لك الأمير حسام الدين فقال: لم يقل لى شيئا غير أنه أعطانى هذه السلة التى فيها الحشكنابك، ففتح مهنى السلة فوجد

<<  <  ج: ص:  >  >>