للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وذكر فى نزهة الناظر: أن السلطان لما استقر بمصر بعد عوده من الشام قبض على الأمير عز الدين أيبك الأفرم (١) الصالحى أمير جندار (٢)، وكان سبب ذلك أنه حصل للسلطان حنق بسبب عرب الشوبك وأنهم يقيمون فيها ويطلعون قلعتها، فكتب بذلك نائب الكرك إليه، فطلب الأفرم المذكور ورسم له أن يركب وينزل على قلعة الشوبك ويخربها. فقال له الأفرم: يا خوند كيف تخرب مثل هذه القلعة وهى قلعة عامرة آهلة، وهى حصن من حصون المسلمين، فنظر إليه نظر المغضب وقال: أنتم نفوسكم كبار وما خرج من رؤوسكم دعوى البحرية، وتزعمون أنكم أصحاب رأى ولا يجئ رأيكم إلا على رؤوسكم، ثم رسم بأخذ سيفه وتقييده فى وقته، ورسم للوزير بالحوطة على موجوده بمصر والشام وكان له موجود عظيم جدا، وتمكن الوزير من ماله.

قال صاحب النزهة: فأخبرنى ولده أسد الدين أن من جملة ما حمل لبيت المال من جهته مائة ألف وستون ألف دينار، وسته وتسعون ألف أردب غلة [٦٣]، وكتب إلى دمشق بالحوطة على ما كان له فيها.

وقبض أيضا على الأمير عز الدين أزدمر العلائى (٣) أحد الأمراء بدمشق، وكان له موجود كثير، وأحضر إلى مصر.

وفيها أمر السلطان الوزير أن يكتب إلى المباشرين بدمشق لاستعمال (٤) مائة شمعدان مكفت؛ ويكتب اسمه عليها (٥)، وخمسين شمعدان ذهب، وخمسين


(١) توفى سنة ٦٩٥ هـ‍ - انظر ما يلى ص ٢٣٨.
(٢) «فى يوم السبت ثانى شوال» - السلوك ج‍ ١ ص ٧٨٥.
(٣) توفى سنة ٦٩٦ هـ‍ - انظر ما يلى ص ٣٨١.
(٤) «بعمل» فى المواعظ والاعتبار ج‍ ٢ ص ١١٢.
(٥) «بألقاب السلطان» فى المواعظ والأعتبار.

<<  <  ج: ص:  >  >>