للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فضة، ومائة وخمسين سرجا زركشا، ومثلها مخيشا، ويجهزون ألف شمعة، وأشياء كثيرة من هذا الصنف.

وكان هذا لأجل المهم بسبب زوجته بنت نكيه (١)، وكانت حاملا، وقرب ميلادها.

ثم فى شهر ذى الحجة رسم السلطان للعساكر بالتأهب للعرض والقيام من العدد، والتجمل بالنافلة والفرض، فاهتموا بالعدد الجميلة من الجواشن والقرقلات والخود والبركستوانات [والتراكشى والكاسات (٢)] وغير ذلك [من العدد الفاخرة (٣)].

وكان الباعث له على ذلك قرب ميلاد زوجته، فاهتم بذلك عند قرب النفاس، مؤملا أن يكون المولود ذكرا يحيى به ذكره، ويشرح له صدره، ويرث الملك من بعده، وتجمل العساكر تجملا لم ير مثله، وغالوا فى أثمان العدد، حتى بلغ ثمن الجوشن الذى قيمته مائة درهم إلى ألف درهم وفوق ذلك.

وفى اليوم الثالث من لعب القبق هبت رياح عاصفة، ونار من العجاج ما يملأ الفجاج، فصار النهار كالليل، وكان السلطان قد أمر باتخاذ الأطعمة، والإكثار من أنواعها، وتجهيز القمز والفواكه، وأصناف الحلوى، فكان المولود بنتا فلم يتم له ما رام، ولا انشرح لهذا الاهتمام.

وذكر فى نزهة الناظر أن السلطان لما جاء له بنت خشى أن يسأل عن ما كان قد استهم فيه، فأظهر أنه يريد أن يطهر أخاه محمدا وابن أخيه مظفر


(١) «خوند أردوتكين ابنة نوكيه، ويقال نوغيه السلحدارية» فى المواعظ والاعتبار ج‍ ٢ ص ١١٢.
(٢ و ٣) [] إضافة من زبدة الفكرة (مخطوط) ج ٩ ورقة ١٧٩ ب، حيث ينقل العينى عن زبدة الفكرة هذا الخبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>