للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الدين موسى بن الملك الصالح، ورسم لنقيب الجيش والحجاب أن يعرفوا الأمراء والعساكر أن يلبسوا عدد الحرب هم وخيولهم، ويجتمع الجميع بالميدان الأسود خارج باب النصر، فأخذت الأمراء فى الاهتمام لذلك.

وبعد ثلاثة أيام خرجت السوقة ونصبوا سائر ما يحتاجون إليه من الصواوين والخيام والأخصاص، ونقلوا إليها سائر الأطعمة والنقل، وعملوا سوقا عظيما.

ونزل السلطان فى موكب عظيم، ولم يبق أحد من الناس من أكابر البيوت وغيرهم إلا وخرج يمضى ذلك اليوم، وهم فى الزينة المذكورة من العدد.

وفى اليوم الثانى رسم السلطان للعسكر أن يبدأ القبق (١)، وعرّف الحجاب أن أحدا لا يرد لا من الجند، ولا من مماليك الأمراء، وكل من أراد الرمى يدخل ويرمى.

وطلب السلطان فى ذلك الوقت الأمير بدر الدين بيسرى، والأمير سلاح (٢)، وقال أنتم أكابر الأمراء ومشايخ هذا الحال، فاشتهى أن تبدأوا وترموا القبق، حتى أبصر همة الشيوخ. فقال البيسرى: يا خوند ينبغى أن نتفرج هذا اليوم على هؤلاء الشبان الملاح إيش بقى فينا ونحن شيوخ، وقد ذهبت علينا. فقال:

وحياتى عليك أن لا بد من أن ترمى.


(١) «ثم فى العشرين من ذى الحجة نصب السلطان ظاهر القاهرة خارج باب النصر القبق، وصفة ذلك أن ينصب صار طويل ويعمل على رأسه قرعة من ذهب أو فضة ويجعل فى القرعة طير حمام ثم بأنى الرامى بالنشاب وهو سائق فرسه ويرمى عليه، فمن أصاب القرعة طير الحمام خلع عليه خلعة تليق به ثم يأخذ القرعة» - النجوم الزاهرة ج‍ ٨ ص ١٦، وعن ميدان القبق انظر: المواعظ والاعتبار ج‍ ٢ ص ١١ وما بعدها.
(٢) هكذا بالأصل.
وهو الأمير بدر الدين بكتاش الفخرى، أمير سلاح - المواعظ والإعتبار ج‍ ٢ ص ١١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>