للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم لما أصبح السلطان أمر بإحضار سائر الملاهى لأجل ختان أخيه وابن أخيه، وعمل المهم فى القاعة التى عمرها وسماها الأشرفية (١) باسمه، وعمل مهما لم يعهد مثله فى سائر الدول، وحضر الأمراء، ورسم السلطان للخاصكية أن تدخل واحد بعد واحد فيرقص بمفرده، وهو واقف يتفرج عليهم والخازندارية واقفون بين يديه أكياس الذهب، وهو ينثر الذهب على كل واحد بمفرده (٢)، ولما فرغ الختان رسم لكل أمير بفرس مسروج وتشريف، ورسم للبيسرى وأمير سلاح كل واحد بألف دينار.

[٦٥] وطلب الأمير طقجى، وكان عنده أحظى الخاصكية، فكتب بخطه رسم السلطان خليل بن قلاون أن ينعم على الأمير سيف الدين طقجى الأشرفى من الخزانة الشريفة بمائة ألف دينار، وعلامته، وكتابته بقلم غليظ، فأخذ طقجى الورقة عنده، وكان السلطان رسم عند الختان أن يرمى كل مقدم ألف فى الطشت مائة دينار، والطبلخاناة خمسين دينارا، ووكل (٣) الوزير بأمر الطشت وأمر للخازندارية أن يحفظوا الطشت، فلما فرغوا أمر السلطان أن يكون النصف لأصحاب الملاهى والنصف للمزين، فعرفوا الوزير بذلك، فأخذ الطشت عنده وأرضى هؤلاء بالبعض، ووصاهم أن لا يظهروا ذلك للسلطان.


(١) الأشرفية قصر بقلعة الجبل، أنشأه الملك الأشرف خليل سنة ٦٩٢ هـ‍ - المواعظ والإعتبار ج ٢ ص ٢١١.
(٢) «ووقف الخزندارية بأكياس الذهب، فلما قام الأمراء من الخاصكية للرقص نثر الخزندارية على كل من قام للرقص» - المواعظ والإعتبار ج ٢ ص ٢١١.
(٣) «وعندما طهروهم رموا الأمراء الذهب لأجل النقوط، فإن كان الأمير أمير مائة فارس رمى مائة دينار، وإن كان أمير خمسين فارسا رمى خمسين دينارا، وقس على ذلك سائر الأمراء ورمى حتى مقدمو الحلقة والأجتاد فجمع من ذلك شئ كثير» - النجوم الزاهرة ج‍ ٨ ص ١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>