للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إليه، وتخيل كل منهم على ذلك بالجوزاء، وهو راكب، وحنايا قسيهم من حنايا تلك الحواجب.

قال صاحب النزهة: ولمؤلفه:

عوذة البارى رب الفلق … لما تلفت عند رمى القبق

ولاح من واضحة بهجته … ما بين عينيه وفرق فرق

فقلت للناظر من دهشتى … انظر إلى صحة هذا القبق

وكان السلطان قد رسم بحضور سائر الملاهى فى ذلك اليوم، وكان يوما عظيما، ولما رجع « ...... » (١)، لما صفا (٢) إليه زمانه، أبدل الله ذلك الفرح بالترح، والنجاح بالإيجاح، وذلك فقد أظلم الجو فى ذلك الوقت، وجاءت ريح عاصف، وريح « ...... » (٣) طبقت الأرض، فقلعت سائر الخيام، وأرمت الدهليز وذرت الغبار والرمل فى وجوه الناس حتى كان الرجل لا يعرف رفيقه إلى جنيبه، واختلطت الأجناد بالأمراء، ووقع النهب فى الخيام والسوق، وطلب السلطان القلعة والأمراء معه، واختلفت عليهم الطرق، وما دخل السلطان من باب الاصطبل إلا بالجهد العظيم، وهتكت حريم كثيرة، ونهبت أشياء غير عديدة.

وكان يوما كأنه من أيام البعث والنشور. وكأن الناس لم يروا شيئا من السرور، واشتغل كل أحد بنفسه، وبقى الحال على هذه الهيئة مقدار ساعة فلكية، ثم سكنت الرياح، وأشرقت الشمس، وحمد الناس الله تعالى وشكروه على لطفه (٤).


(١) « ...... » سبع كلمات مطموسة.
(٢) صفا: الصفو والصفا، ممدود نقيض الكدر وصفوة كل شئ: خالصة من صفوة المال وصفوة الإخاء - لسان العرب.
(٣) « ...... » كلمة غير مقروءة.
(٤) انظر أيضا ما جاء فى التحفة الملوكية ص ١٣٤ - ١٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>