للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اليوم إلى بيتك وأطلب ضيافتى، فنهض طقجى وقال: يا خوند مثل ما وهبنى أستاذى أنا قد وهبتك الجميع، وبعد ذلك حمل له الوزير مائة ألف درهم.

وقال صاحب النزهة: وجدت دفترا بخط شخص من مماليك الحاج طيبرس بعد وفاته؛ وكان والدى وصيه، فنظرت فيه، وقد كتب كل ما نفق فى هذا المهم، فوجدت جميع ما غرم من أوله إلى آخره: ثلاثة آلاف رأس غنم، وستمائة رأس بقر، وخمسمائة أكديش (١) وألفين (٢) وثمانمائة قنطار سكر للمشروب، ومائة وستين قنطارا لعمل الحلاوات، وذكر أنه عجز ما نفق من الذهب، وقدره على سبيل [٦٦] التقريب مائتى ألف دينار.

قال: ثم بعد قتل الأشرف لما تولى الأميران سلار وبيبرس وباشر علم الدين أبو شاكر ناظر الحوشخاناة سألته عما نفق من بيت المال فى المهم المذكور، فقال: وجدت أوراق المصروف نحو الثلاثمائة ألف دينار، سوى ما خص الأقبية والطرز والسروج وقماش العساكر، ولم يعهد أن أحدا من ملوك الترك صنع مهما مثله، ولا نفق فيه مثله.

وفيها: كانت واقعة القاضى تقى الدين بن بنت الأعز مع الوزير، وقد ذكرنا طرفا منها فيما مضى (٣).

وذكر فى نزهة الناظر ما جرى عليه مع الوزير فى هذه السنة، وقال: ولم يذكر أحد أفحش من هذه الواقعة ولا أشنع منها فى حق هذا الرجل، وكان السبب فى ذلك أن الصاحب شمس الدين بن سلعوس لما قدم مصر فى الدولة


(١) «ومن الخيل خمسمائة إكديش» - المواعظ والإعتبار ج‍ ٢ ص ٢١١.
(٢) «ألف» فى المواعظ والإعتبار.
(٣) انظر ما سبق ص ٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>