درهم، فطلبه إليه وخاطبه فى أمرها، فقال تقى الدين: ما عهدت منى خيانة قبلها، فنهره ورسم عليه وأقامه من المجلس، ثم دخل إلى السلطان وعرفه بذلك، ورسم السلطان بأن يستخرجها منه.
وكتب تقى الدين ورقة إلى نائب السلطان، وذكر فيه ما جرى عليه مع الوزير، فسير إليه النائب الأمير الموصلى الحاجب يقول له: هذا القاضى كان رفيقى فى الوزارة، وله على خدمة كثيرة، وما رأيت منه فى مباشرته ما يشينه فى دينه ولا دنياه، وإن كان الصاحب ما يقبل سؤالى فيه، فمهما كان فى جهته أنا أقوم به عنه لبيت المال، فقال فى جوابه: بسم الله ولكن نحتاج إلى تحقق حساب الديوان يومين أو ثلاثة، ثم أسيره إلى خدمته.
وتحقق الوزير أنه ما ينال منه غرضه لأجل قيام بيدرا فى طريقه، فسعى ابن عطايا وأصلح جماعة من شهود القلعة وغيرهم ممن لا يتق الله، فحضروا عند الوزير، واتفقوا معه على أن يشهدوا على القاضى بما يدعيه الوزير، فأصبح الوزير ودخل إلى السلطان فقال: كلما أطلب أحدا ممن له تعلق بأمور المباشرة وعليه مال السلطان يقوم بيدرا لأجله ويمنعه عنى، ويرسل إلى الرسالات الفاحشة فغضب السلطان وقال: اخرج واطلب مالى حيث ما كان وفى جهة من كان، ثم شرع يسب بيدرا، فخرج الوزير وطلب القاضى تقى الدين ونهره، ورسم عليه أربع (١) رسل وقال له: انزل واحمل المال وإلا فعلت بك كذا وكذا، وأمر أن لا يركب.
قال صاحب التاريخ: ورأيته فى ذلك اليوم عند باب الإصطبل وهو يقاول الرسل على الركوب وهم يمنعونه وعليه دراعة وعمامة وعذبة صغيرة، وكان