للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أسلموا من رواح مال وروح … فهم سالمون لا مسلمونا

وقال صاحب التاريخ ولمؤلفه:

قل للمليك الأشرف ما تنتظر … يا ناصر الدين ويا منتصر

قد أمكن الله من أعدائه … فى يوم بؤس نحسه مستمر

فقلّد السيف لأرقابهم … واجعله على الكافر يوما عسر

فلا يغرنك إسلامهم … فكل من أسلم كذّاب أشر

وفيها: اشتهى السلطان أن يتفرج على لعب الشوانى (١) فى البحر، فطلب الوزير وقال له ذلك، فنزل إلى الصناعة (٢) وطلب الرئيس، وجهز كل ما يحتاج إليه من العمل، وأقاموا أياما قليلة وجهزوا نحوا من ستين شينيا، وحملت فيها سائر العدد من السلاح، ورتبوا فى كل مركب مماليكا ملبسه مقاتلة ومماليكا زرادين.

فهرعت إلى الفرجة على ذلك من قبل ركوب السلطان بثلاثة أيام أهل مصر والقاهرة؛ وصنعوا قصورا من الخشب، وبنوا أخصاصا على ساحل مصر وساحل الروضة، فبلغ كرا كل ساحة من الساحات التى بين يدى البيوت إلى مائة درهم ومائتين، ويوم ركوب السلطان كان الناس مثل الجراد المنتشر من المقياس إلى بولاق، فما رأى أحد مثل ذلك اليوم، وأراد الحجاب منع الناس


(١) الشوانى: جمع شينى، أو شانى، أو شينية، أو شونة: وهى السفينة الحربية الكبيرة، ومن أهم القطع التى يتكون منها الأسطول فى الدول الإسلامية - السفن الإسلامية على حروف المعجم ص ٨٣.
(٢) الصناعة: مصطلح يطلق على المكان المعد لصناعة السفن.
والمقصود هنا صناعة مصر: بساحل فسطاط مصر، التى أنشئت منذ أيام محمد بن طفج الأخشيد سنة ٣٢٣ هـ‍ - المواعظ والاعتبار ح ٢ ص ١٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>