للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رجاله، وفتحتها قهرا، وجعلت فيها نائبا من جهتى، فإن بغداد هى دار السلام، وأرجو أن أعيدها للإسلام كما كانت، ولكن إذا وصلتم إليه عرفوه من يسبق إلى بلاد صاحبه ويدخل فيها.

فلما خرج الرسل طلب الوزير ورسم أن يكتب إلى سائر البلاد والعواصم بتجهيز الإقامات، وكذلك للعساكر أن يجهزوا لدخول الفرات وأخذ بغداد، ورسم إلى سائر الأمراء لا يدخل أحد منهم (١) الميدان - يوم الميدان - إلا وهو لابس عدة الحرب هو وفرسه، ورسم للمهمندار أن يأخذ الرسل معه إلى الميدان ليروا الموكب.

وانتظم يوم الميدان بما حيرهم هناك، وكان يوما عظيما، واجتمعت فيه خلق لا يحصى عددهم، وخلت الأسواق بأجمعها، وانتشرت الخلائق مثل الجراد، فرأى الرسل نهارا عظيما إلى أن أذن الظهر، وركب السلطان، وقد لبس قرقلا (٢) خفيفا، [و] بيده شطفة، وناهيك من ملبوس ملك فى مثل ذلك اليوم، وتواترت الأمراء بعده بالدخول أولا فأولا، وكل أمير يدخل وقد لبس أفخر لباس الحرب، وبيده شطفة برنكه (٣)، ورسم لهم السلطان أن يتصارعوا كل أمير مع أمير على قدر مراتبهم، وشرعوا فى كروفر، وصدور وورود، وكل منهم قد أظهر فروسيته فى ذلك اليوم، وكان يوما مشهودا.


(١) «أحد منهم» بهامش المخطوط، ومنبه على موضعها بالمتن.
(٢) قرقل - قرقلات: نوع من الدروع تتخذ من صفائح الحديد، وتغشى بالديباج الأحمر والأصفر، وقد تكون مبطنة - صبح الأعشى ج‍ ٢ ص ١٤٣، ج ٤ ص ١١.
(٣) رنك: لفظ فارسى معناه: الشعار، وجمعه: رنوك، وهو الشعار الذى يتخذه الأمير لنفسه عند تأمير السلطان له، وكان الشعار يتناسب غالبا مع وظيفة الأمير - صبح الأعشى ج‍ ٤ ص ٦١ - ٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>