قال: وقد خرجت مع والدى صحبة العسكر والسلطان لما خرجوا لقصد فتح قلعة الروم، وكان والدى مع جماعة من المقدمين منهم جمال الدين الطبردار، وركن الدين الكلالى، وبدر الدين الجاكى، وكانوا كل يوم يرسلون إلى مطبخ السلطان عشرين درهما فيأخذون بها أربع خوافق صينية ملآنة من الأطعمة المفتخرة بالقلوبات وغيرها، وفى كل خافقية أكثر من خمسة عشر رطلا من اللحم الهائل أو عشرة أطيار من الدجاج المسمن، وكذلك كثير من الجند والغلمان يشترون من مطابخ الأمراء من أنواع الأطعمة، وكانت الأجناد يتحدثون بكثرة الخيرات حتى أن الغلمان يأبون فى غالب الأوقات أن يأكلوا من أطعمة أستاذيهم لما أنهم يقرفون من كثرة الأكل وكثرة الأطعمة.
قال: ورأيت فى هذه السفرة أن أحدا من الأمراء لا يأكل من سماطه حتى يتفقد ما حوله من الغلمان والخدام والحاشية ومن المضافين إليه أو النازلين قريبا منه، فيرسل إليهم من الأكل والشرب والغنم والطيور والسكر والحلوى من الذهب والفضة كل أحد بقدر حاله، وكانوا يتفاخرون بذلك فيما بينهم.
وأما مكارم السلطان فلا يحدّ وصفها وقد أنعم على الأمير طقجى فى يوم واحد بمائة ألف دينار، وأمثال ذلك وقعت منه كثيرا.