للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذين طابقوا بيدرا، فوقع منهم أولا بهادر رأس النوبة، وأقوش الموصلى الحاجب، فضربت رقابهما وأحرقت جثتهما (١)، ثم وقع بعدهما طرنطاى الساقى، وأعناق السلحدار، ونوغيه السلحدار وأروس السلحدار، ومحمد خواجا، والطنبغا الجمدار، وآقسنقر الحسامى (٢)، فاعتقلوا بخزانة البنود (٣) أياما، وكان ركن الدين الجاشنكير يتوجه إليهم ويتولى عقابهم وتقريرهم، فلما أقروا بما فعلوا، واعترفوا بأنهم قتلوا، قطعت أيديهم وصلبوا، وطيف بهم على الجمال، وأيديهم التى قطعت فى أعناقهم قد علقت، وماتوا شر ميتة جزاء بما كسبوا، ووقع بعدهم قجقر الساقى، فشنق فى سوق الخيل (٤).

وفى نزهة الناظر: أن السبب لقتل هؤلاء واستعجال الأمراء فى قتلهم أن زوجة السلطان جمعت نوائح كثيرة تنوح على السلطان، فأراد الأمراء منع ذلك، فأبت ودخلت على أم السلطان الناصر فمكنتها من ذلك، فجمعتها وحضرت مع سائر الخدام والجوار ليلة الجمعة إلى تربة السلطان، وحضر فى تلك الليلة سائر الفقهاء والقراء والوعاظ، فقرأوا ختمات عديدة، ولما فرغوا قامت الوعاظ، فتكلم كل واحد بما يناسب ذكره فى ذلك الوقت، وتمثل ابن العنبرى بقول الشاعر:

هدمت صروف الدهر أرفع حائط … ضربت دعائمه على الإسلام

تلك الرزية لارزية مثلها … والقسم ليس كسائر الأقسام


(١) «ثامن يوم سلطنة الناصر» - السلوك ج‍ ١ ص ٧٩٥.
(٢) «وذلك فى العشرين من المحرم» - السلوك ج‍ ١ ص ٧٩٥.
(٣) خزانة البنود بالقاهرة: كان يعمل بها السلاح أيام الدولة الفاطمية، ثم احترقت سنة ٤٦١ هـ‍، وأصبحت سجنا للأمراء والأعيان - المواعظ والاعتبار ج‍ ٢ ص ١٨٨.
(٤) زبدة الفكرة (مخطوط) ج ٩ ورقة ١٨٣ أ - ١٨٤ ب، وانظر أيضا التحفة الملوكية ص ١٣٨ - ١٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>