للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم نعاه وبكى وتباكت الأمراء والفقهاء، وذكر كيف وجد طريحا ملقى، ثم قال:

أبا الفضل لم أعجب لموتك إنه … هو البين لا يبقى عليك مدى الدهر

فوا عجبا للأرض كيف ملكتها … وبت ولم يسترك من دونها بشبر

وحين فرغ هذا الوقت وثبت مائة جارية وثلاثون خادما ومماليك صغار، ومعهم شمع وستون فانوسا بستين شمعة، والجميع لا بسات الجلال، محلولات الشعر، وفى أعناق الكل غبى (١) محرقة، ومعهن جوق من النوائح المختلفة الأصوات، وكل واحدة منهن تنوح بقول مختلف من كلام النساء، فمن ذلك:

جدّدوا همى وأحزانى … يا فرحة الأعداء بسلطان

***

يا ضارب السيف شلت يداك … قد بلغت يمناك منه مناك

لا ماتنى (٢) … ربى حتى أراك

قد سمروا عينيك هذا جزاك

***

وأشياء كثيرة من هذا القبيل.

فأقمن ست ليال، كل ليلة من العشاء إلى السحر إلى أن أقلقت الناس، وأبكت العيون، وأوجعت القلوب، والتزمت زوجة الأشرف أن لا تنفك [من (٣)] حزنها ولا تترك ما هى فيه من هذا الأمر حتى ترى قاتل الأشرف والموافق عليه


(١) غبى: جمع غابة أى بوص:
(٢) لا أماتنى.
(٣) [] إضافة للتوضيح تتفق والسياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>