للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما جرى ما ذكرناه على الأمراء الذين ذكرناهم مسك الشجاعى الوزير المذكور، وضربوه وعاقبوه (١)، فمات تحت الضرب الذى جاوز ألف مقرعة، وذلك فى عاشر (٢) صفر من هذه السنة، ودفن بالقرافة.

وقيل: إنه نقل إلى الشام بعد ذلك، واستصفوا أمواله وذخائره.

وفى تاريخ ابن كثير: وكان الذى حمل من جهته خمسمائة ألف درهم (٣).

وفى نزهة الناظر: وكان الوزير فى الإسكندرية يوم قتل السلطان، وكان قد طلب سائر التجار وأرباب الأموال والمكارم وشرع فى مصادرتهم وإهانتهم فكثر الظلم والعسف عليهم بسبب هذا، وطلب والى الإسكندرية بدر الدين الجاكى، وكان رجلا ذا دين ومروءة، فرسم عليه وأخذ سيفه وأمر بأن يؤخذ منه مبلغ ألفى دينار، وبقيت الإسكندرية فى بكاء وعزاء.

وفى ذلك اليوم بعد العصر وقعت بطاقة، فأحضرها البراج للمتولى (٤) فأخذها وقرأها، فوجدها من تروجة وقد كتبت عن بيدرا: سرح الطائر الميمون يوم السبت وقت العصر الثانى عشر من المحرم يأمر بالقبض على الوزير، وأن السلطان قتل، وتسلطن بيدرا.

فلما وقف حمد الله تعالى فى نفسه، ولم يظهر ذلك لأحد، ونهض من دار الولاية ووسطه مشدود بمنديل إلى أن وصل إلى باب الوزير، فوجد المقدم


(١) هكذا بالأصل.
(٢) «وكانت وفاته يوم الأحد خامس عشر صفر» - بدائع الزهور ج‍ ١ ق ١ ص ٣٧٩.
(٣) لم يرد هذا النص فى النسخة التى بين أيدينا (المطبوعة) البداية والنهاية.
(٤) أى لوالى الإسكندرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>