للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فبلغت الأبيات إلى الشجاعى، فكان يتذاكرها إلى هذا الوقت الذى رسم بطلب ألزامه وأهله واستثنى هذا الرجل، فكتب بالوصية له وعدم التعارض إليه، فوقع الأمر كما قال الرجل، فإنه مات من نهش الشجاعى الذى لم يجد له ترياقا.

وقال ابن كثير: وكان ابتداء أمر الوزير ابن سلعوس تاجرا، ثم ولى الحسبة بدمشق بسفارة الصاحب تقى الدين توبة (١)، ثم كان يعامل الملك الأشرف قبل السلطنة، فلما تملك (٢) بعد أبيه استدعاه من الحج وولاّه الوزارة، فكان يتعاظم على أكابر الأمراء ويسميهم بأسمائهم ولا يقوم لهم، فلما قتلوا الأشرف تسلموه بالضرب والإهانة وأخذ الأموال حتى أعدموه حياته وصبّروه، وأسكنوه الثرى بعد أن كان عند نفسه قد بلغ (٣) الثريا.


(٤) - التحفة الملوكية ص ١٣٩، «فكن بالله محتسبا» فى بدائع الزهور.
وفى رواية أخرى:
تنبه يا وزير الملك واحذر … زمانك قد وطئت على الأفاعى
ولا تغتر بالدنيا فإنى … أخاف عليك من نهش الشجاع
تاريخ ابن الفرات ج‍ ٨ ص ١٧٨ وانظر أيضا رواية أخرى فى النجوم الزاهرة ج‍ ٨ ص ٥٤.
(١) «وكان جارا للصاحب تقى الدين البيع، فصاحبه ورأى فيه الكفاءة فأخذ له حسبة دمشق» - النجوم الزاهرة ج‍ ٨ ص ٥٣.
(٢) «ملك» فى البداية والنهاية.
(٣) البداية والنهاية ج‍ ١٣ ص ٣٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>