للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقبضوا أيضا على يعقوب المقدم وولده، وكان هذا مقدم نائب بيدرا ومقدم دولته، فأحضره المسعودى لعقوبة الوزير، وكان الشجاعى يكرهه، فبلغه عنه أنه يعاقب الناس، فسير إلى المشد وأمره بالقبض عليه وعقوبته، وكان ذلك فى مدرسة الصاحب بن شكر (١)، فاتفق حضور الرسالة ويعقوب قد ضرب الوزير ست مقارع، فقبض عليه للوقت، وطلب ولده أيضا، فحضر وأقاما فى العقوبة تسعة أيام، وكانت آجالهم متقاربة.

وكانوا قد كتبوا أيضا إلى نائب دمشق بالحوطة على جميع آكام ابن سلعوس الوزير وأهله ومن يعلمون أنه من جهته، فقبض على جماعة كثيرة من الدماشقة، وحصل منهم نحو مائتى ألف درهم سوى الأملاك والعقارات، ولم يسلم من ألزامه ومن كان خصيصا به غير رجل واحد، وذلك أن الوزير لما قوى أمره سير إلى الشام فاستدعى أهله وألزامه فكلهم أجابوه إلا هذا الرجل (٢)، فلم يجبه، فكتب إليه يعتذر عن الحضور ويحذره من الشجاعى فقال:

توقّ (٣) … يا وزير الملك واعلم

بأنك قد وطئت على الأفاعى

«وعش ما عشت فى دعة» (٤) … أخاف عليك من نهش الشجاعى


(١) هى المدرسة الصاحبية بسويقة الصاحب بالقاهرة: وتنسب إلى الصاحب صفى الدين عبد الله ابن شكر، وزير السلطان الملك العادل سيف الدين أبى بكر بن أيوب - المواعظ والاعتبار ج‍ ٢ ص ١٠٤، ص ٣٧١.
(٢) «يقال له زين الدين» - بدائع الزهور ج‍ ١ ق ١ ص ٣٨٠.
(٣) «تنبه» فى تذكرة النبيه ج‍ ١ ص ١٧٣. بدائع الزهور، والنجوم الزاهرة، التحفة الملوكية ص ١٣٩، «نثبت يا وزير الأرض» فى تاريخ ابن الفرات ج‍ ٨ ص ١٧٧.
(٤) «ركن بالله معتصما فإنى» فى تذكرة النبيه، وتاريخ ابن الفرات، والنجوم الزاهرة، -

<<  <  ج: ص:  >  >>