للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يعلم الأمير زين الدين بما تم لهم، فبينما هم يسيرون تحت القلعة إذ جاء اثنان من ألزام علم الدين الشجاعى، وهما: سيف الدين قنغر (١) وجاورشى (٢) ولده، وكانا فى خدمته منذ كان نائب السلطنة بدمشق، فأخبر الأمير كتبغا أن الأمراء الذين استدعوا إلى داخل سحرا (٣) قد اعتقلوا، وأن الشجاعى قد دبر الحيلة عليك وعلى الأمراء إذا طلعتم إلى القلعة «ودخلتم إلى الخوان (٤)» أن يقبض عليكم أيضا، كما فعل بالذين قبض عليهم سحرا.

فاستدعى كتبغا الأمراء الذين فى الموكب، وعرفهم الصورة وهو واقف على سفح سوق الخيل، فتوقفوا عن الطلوع إلى القلعة، وتوهموا أن الشجاعى اتفق على ذلك مع الأمراء المنصورية والمماليك السلطانية، وكان بالموكب الأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير أستاذ الدار، والأمير سيف الدين برلغى أمير مجلس فأمسكوهما فى موقفهما رجما بكواذب الظنون، وركونا إلى ما فعله الواشون، وأرسلوهما إلى الإسكندرية، فاعتقلا بها إلى أن علم براءتهما، ففرج عنهما، ورفع قدرهما، وكان ما سنذكره منهما.

وعند إمساكهما حصل التجاذب فى الكلام بين بعض القوم اللائذين بالأمير كتبغا وبين سنجر البندقدارى (٥)، فجرد سيفه، فقتل على مكانته بسوق الخيل (٦).


(١) «قنغر وقيل قنقغ» - تاريخ ابن الفرات ج‍ ٨ ص ١٧٩.
(٢) «جاورجى» فى السلوك ج‍ ١ ص ٧٩٩.
(٣) أى وقت السحر.
(٤) «وقت الجلوس على السماط» - فى السلوك ج‍ ١ ص ٧٩٩.
(٥) «وقيل بلبان البندقدارى - تاريخ ابن الفرات: ج ٨ ص ١٨٠.
(٦) «وجرد سيفه ليضرب به كتبغا، فبادره من ورائه بكتوت الأزرق - مملوك كتبغا - وضربه بسيف حل كنفه، ونزل إليه بقية مماليك كتبغا وذبحوه» - السلوك: ج ١ ص ٧٩٩. -

<<  <  ج: ص:  >  >>