للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتوجه كتبغا ومن معه من الأمراء إلى الباب المحروق وخرجوا منه، ونزلوا ظاهر السور، وأمروا مماليكهم وأجنادهم وألزامهم بأن يلبسوا عددهم ويجتمعوا حولهم، وأرسل كتبغا النقباء إلى الحلقة والمقدمين، فأحضروهم أجمعين.

وأرسل [إلى] (١) السلطان (١) فى طلب علم الدين الشجاعى وقال له: إن هذا قد انفرد برأيه فى القبض على الأمراء، وبلغنا عنه ما أنكرناه، ونختار حضوره ليحاقق عن نفسه، ويوضح لنا باطن أمره، فامتنع عن الحضور إليهم.

ثم إن السلطان طلع إلى البرج الأحمر وتراءى للأمراء، فقبلوا الأرض من مواقفهم وقالوا له: نحن مماليك السلطان ولم نخلع يدا عن طاعته، ولا لنا قصد إلا فى حفظ نظام دولته، وإزالة الفساد عن مملكته، وهذا الشخص قد أحدث حدثا رديئا، يفرق الكلمة، ويخرق الحرمة، ولا بدلنا منه.

ثم إنهم حاصروه سبعة أيام، فكان ينزل إليهم، ومعه طائفة من الأمراء الذين أقاموا معه بالقلعة وهم: سيف الدين بكتمر، وسيف الدين طقجى (٢) ومن يلوذ به من المماليك لا بسين، ويتناوشون القتال، فلما رأى الذين معه أنه لم يغن شيئا تركوه وفارقوه، وصاروا ينزلون عشرة بعد عشرة ويلحقون بالأمير كتبغا، ومن معه من الأمراء الكبار، كالأمير بدر الدين بيبسرى، وبدر الدين


(٦) - وقد أورد ابن تغرى بردى رواية أخرى عن هذه الواقعة - انظر النجوم الزاهرة: ج ٨ ص ٤٢ - ٤٣.
(١) [] إضافة للتوضيح، وورد فى السلوك: «ثم إن كتبغا بعث إلى السلطان يطلب الشجاعى» ج ١ ص ٨٠٠.
وورد «وراسل السلطان فى طلب» فى زبدة الفكرة (مخطوط) ج ٩ ورقة ٨٦، أ.
(٢) «طغجى» فى السلوك: ج ١ ص ٨٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>