للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمير سلاح، وعلم الدين طردج وغيرهم.

ولما تحقق علم الدين الشجاعى خمود ناره، وخمود أعوانه، خرج بنفسه وكر على الأمراء فما أغنت كرته (١)، ففر عائدا، وبالقلعة لائذا، وقال: إن كنت أنا الغريم المطلوب وقد طلبونى بهذه الذنوب، فأنا أصير إلى الحبس طوعا منى، [وأبرأ مما قيل عنى] (٢) وحضر إلى باب الستارة السلطانية وحل سيفه بيده، وذهب نحو الحوش (٣)، فوثب عليه مماليك الأمير أقوش السلحدار وسيف الدين صمغار، وكانا قد مضيا به نحو البرج الجوانى ليحبساه، فضربوه بالسيوف وحزوا رأسه، وأرسلوها إلى [٩٣] الأمراء (٤)، فطيف بها القاهرة ومصر وضواحيهما (٥).

وجرت المراسلات بين الأمير كتبغا والأمراء وبين السلطان؛ وتقررت الأيمان والعهود، وتأكدت، ثم طلعوا إلى القلعة وأشار الأمير كتبغا بالنفقة، فأنفق فى العساكر قاطبة نفقة شاملة، وأصلح الأمراء والمقدمون بالزيادات والإقطاعات، وترتب النظام، وأنزل من كان فى الأبراج والطباق من المماليك الذين اتهموا بإنشاء الشقاق، فأسكنت طائفة منهم فى مناظر الكبش (٦)، وطائفة


(١) «فلم يجد بدا من طلب الأمان فلم تجبه الأمراء» - السلوك ج‍ ١ ص ٨٠١.
(٢) [] إضافة للتوضيح من زبدة الفكرة (مخطوط) ج ٩ ورقة ١٨٦ أ.
(٣) «نحو البرج» فى السلوك ج‍ ١ ص ٨٠١، تاريخ ابن الفرات ج‍ ٨ ص ١٨٢.
و «نحو الحبس» فى زبدة الفكرة.
(٤) «ورفعت فى الحال على السور» - السلوك ج‍ ١ ص ٨٠١.
(٥) انظر أيضا كنز الدرر ج‍ ٨ ص ٣٥٥ التحفة الملوكية ص ١٤١.
(٦) مناظر الكبش: أنشاها الملك الصالح نجم الدين أيوب على جبل يشكر بجوار الجامع الطرلونى - المواعظ والاعتبار ج‍ ٢ ص ١٣٣، صبح الأعشى ج‍ ٣ ص ٣٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>