للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأقام بها مدة، ثم سافر إلى الديار المصرية ومات بها، وكان قد نسخ بخطه كتبا كثيرة فأبيعت، وكان من الأدباء الفضلاء، فمن شعره قوله:

يا ليلة الوصل بالأحباب لى عودى … فالهجر أحرقنى كالنار فى العود

[٩٨]

وقد بقيت نحيف الجسم كالعود … أحنّ شوقا أليهم حنّة العود

وقال:

إلهى تب على وّغطّ عيبى … فقد أوبقت نفسى بالمعاصى

وخلّصنى من الآثام واغفر … ذنوبى يوم يؤخذ بالنواصى (١)

الشيخ الفاضل تقى الدين عبد الله (٢) بن على بن منجد بن ماجد السروجى (٣).

مات فى هذه السنة بالقاهرة، ودفن بمقبرة الفخرى ظاهر الحسينية جوار من كان يهواه.

وقال الشيخ أثير الدين أبو حيان: كان رجلا خيرا، تاليا للقرآن، وعنده حظ جيد من النحو واللغة والأدب، متقللا من الدنيا، غلب عليه حب الجمال مع العفة التامّة والصيانة، نظم كثيرا، وغنى المغنون بشعره، وكان مأمون الصحبة، طاهر اللسان لا يكاد يظهر إلا يوم الجمعة، يصلى بالجامع الأزهر مع أصحابه وينادمهم بعد الصلاة وينشدهم شعره.


(١) انظر تذكرة النبيه ج‍ ١ ص ١٧٧.
(٢) وله أيضا ترجمة فى: المنهل الصافى، الوافى ج‍ ١٧ ص ٣٤١ رقم ٢٩٤، فوات الوفيات ج ٢ ص ١٩٦ رقم ٢٢٠، السلوك ج‍ ١ ص ٨٤.
(٣) ولد سنة ٦٢٧ هـ‍ بسروج - الوافى ج‍ ١٧ ص ٣٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>