ومن اختلاف أمرائها وعساكرها، وأنه ليس فيهم كبير يرجع إليه، وأن سلطانهم صغير السن، وأنه قد سير وراء سائر أمراء المغول وجنده، وهو على تجهيز أمره للركوب.
فكان هذا الأمر لكتبغا ولأصحابه أحب ما يكون، فطلبوا سائر الأمراء وجلس السلطان وأمراء المشورة وسمعوا ما قاله القصاد وكتاب نائب حلب.
وبعد قيامهم أخذ كتبغا مع لاجين وقراسنقر فى أمره، واتفقوا على أن يسعوا فى أمر السلطنة لأجل صغر السلطان، وأن العدو ثقيل، والعسكر تحتاج إلى تدبير ونفقات، فصار لاجين وقراسنقر فى هذا الكلام مع سائر الأمراء وأعيان العسكر وأرباب الدولة.
قال صاحب النزهة: ذكر لى علاء الدين مغلطاى مملوك البيسرى أن أستاذه لما بلغ إليه هذا الأمر وسمعه من الأمراء، قال لى با مغلطاى: عمل والله كتبغا على السلطنة ولعب بعقله لاجين وقراسنقر، قال: فقلت له يا خوند:
أنتم توافقونه على ذلك. قال لى: نحتاج أن نوافقه لأن شوكته قويت، واستمال الحاج بهادر والأمراء، ولا بد له من هذا الأمر، وإلا فلا تسكن الفتن، على أنه ما يقيم فى السلطنة إلا قليلا.
وما زال الأمر بينهم إلى أن وافقته سائر الأمراء، وكل ذلك بتعظيم كتبغا والأمراء الذين معه أمر العدوّ وحضوره، وأثبتوا ذلك أيضا فى ذهن السلطان، وأجمع رأى الأمراء على أن يطلبوا زمّام الآدر الشريفة ويعرفوه أنهم اختاروا أن يجتمعوا بأم السلطان ويعرفوها بالقضية، وكان هذا من رأى أمير سلاح حتى تعرف هى السبب الموجب لخلع ولدها من السلطنة تطيببا لقلبها؛ فطلبوا عند