للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هؤلاء جماعة كثيرة فلا يمكن إخراجهم من مصر إلى غيرها، ولكن نفرقهم (١) على الأمراء بمصر، كل واحد منهم، طائفة منهم، ثم اتفقوا على الاجتماع بالطواشى المقدم والحسام الأستاذرار، ويتفقون معهما على الدخول إلى السلطان، فدخلوا وشرعوا يعرفون السلطان أن هؤلاء يقصدون الفتنة بين المسلمين، وإراقة الدماء، فيسمع العدو بذلك فيطمع فى الملك. فقال السلطان: مهما أشرتم به هو المصلحة فافعلوا ما تختارون.

فخرجت الأمراء والخاصكية صحبة كتبغا، فجلسوا على باب القلة، وطلبوا الطواشى المقدم، وصاروا يدعون طبقة بعد طبقة، فأى من حضر كتب اسمه واسم الأمير الذى يرسم له بهم، فيقوم [كل (٢)] واحد ويقبل الأرض ويأخذ ما يخصه منهم، وينزل وهم قدامه إلى منزله.

وكتبوا باسم البيسرى مائه مملوك، وكذلك لكل أمير من الأمراء الكبار مائه مملوك، وسبعين مملوك وستين، وخمسين، ولكل أمير عشرة عشرة، وما دون ذلك، وبقيت منهم جماعة فأنزلوهم إلى المدينة، ثم سيّروا منهم جماعة إلى قلعة الكرك، وأقاموا ثلاثة أيام يفعلون ذلك إلى أن استوفوا الكل، واطمأن قلب كتبغا والأمراء، وأمنوا من جهتهم.

وبعد أيام حضر مملوك نائب حلب وصحبته بعض القصاد وأخبر أن السلطان بيدو - ملك المغول - لما قتل كيخاتو، ملك البلاد كلها، وأطمعته نفسه فى الدخول بعساكره إلى الشام ليملكها، بسبب ما بلغه [١٠٥] من أخبار مصر


(١) «ولكنهم نفرقوهم» فى الأصل.
(٢) [] إضافة تتفق والسياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>