للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخرجوا من عندها وشرعوا فى تجهيز أمرهم، وأصبحوا نهار الأربعاء العاشر من محرم هذه السنة، فخلعوا السلطان الناصر محمد بن قلاون، وكانت مدة سلطنته فى هذه المدة سنة إلا أياما قليلة.

ثم عقدوا بالسلطنة للأمير زين الذين كتبغا فى هذا اليوم، وركب من دار النيابة على فرس النوبة (١)، ومشيت سائر الأمراء وأرباب الوظائف فى خدمته إلى أن دخل باب القلعة وجلس على تخت الملك، ثم شاور الأمراء فيمن يكون نائب السلطنة فوقع الاتفاق على الأمير لاجين المنصورى، واستمر بالحاج بهادر أمير حاجب على عادته، والأمير عز الدين الأفرم أمير جندار.

وفى يوم الخميس ثانى يوم السلطنة طلب سائر الأمراء وخلع عليهم.

وفى يوم الجمعة خطب له على سائر المنابر، ولقب نفسه بالملك العادل، وكتب إلى سائر النواب بالاستمرار، وسفر سطلمش بن (٢) صلغاى إلى نائب الشام الأمير عز الدين الحموى؛ وسفر الأمير طقجى إلى حماة وحلب، وسفر أمير عمر إلى طرابلس وبها الأمير عز الدين أيبك المنصورى.

وبعث إلى والدة السلطان بالشام فطيب خاطرها، وأهدى إليها شيئا كثيرا ورتب لها ولولدها جميع ما يحتاجون إليه من الكلف.


(١) «وقدم إليه فرس النوبة بالرقبة الملوكية» - السلوك ج‍ ١ ص ٨٠٦.
وكانت العادة أن يحفظ بقرب حضرة السلطان بالقلعة أو فى الأسفار، فرس مجهز بالسرج والغاشية لاستخدامه فى الطوارئ، وقد سمى باسم فرس النوبة - السلوك ج‍ ١ ص ٨٠٦ هامش (٣).
(٢) «ساطلمش» فى السلوك ج‍ ١ ص ٨٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>