للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على دمشق من على المرج، ولم يمكن أحدا منهم من الدخول إلى دمشق (١).

وأما قضية بيدو، فإنه ملك بعد مقتل كيخاتو بن أبغا بن هلاون بن طلو بن جنكزخان، وكان كيخاتو ملك التتار بالعراقين، فأساء [١٠٩] السيرة، وتعرّض إلى أولاد التتار ونسوانهم، وأفحش فى الفساد فيهم، فنقموا عليه وشكوا إلى بيدو ابن عمه، وهو بيدو بن طرغاى بن هلاون، ما يلقون منه، فاتفقوا على إعدامه وتعجيل جمامه، فوثب عليه بيدو وطرغاى وبستاى وخجك، فعلم بما هموا به، ففرّ من الأردو هاربا، للنجاة طالبا، وتوجه إلى نحو كرجستان لائذا، فأدركه الهلاك وقتل بمقام بيلا سوار من أعمال موغان فى ربيع الآخر من هذه السنة، فكانت مملكته ثلاث سنين وشهورا (٢).

وفى جمادى الأولى منها: استقر بيدو فى المملكة بعد هلاك كيخاتو، وكان قازان بن أرغون بن أبغا بن هلاون بخراسان وصحبته نوروز أتابكه، فحسن له قصد بيدو ومحاربته، وانتزاع الملك منه، فجمعا وحشدا وحضرا من خراسان لحرب بيدو، وسار بيدو فى عساكره إليهما، فلما تراءى الجمعان تبين لقازان أن جمعه لا يفى بلقائه، فراسله بالإذعان وعامله بالملاطفة وحلاوة اللسان، فاتفقا على الصلح، فاصطلحا، وعاد قازان راجعا إلى خراسان، وأقام نوروز عند بيدو، فإنه منعه من الرجوع صحبة قازان لكيلا يتفقا عليه وينفذا إليه، فاغتنم نوروز الفرصة مدة إقامته عند بيدو واستمال جماعة من الأمراء لقازان، واستوثق منهم أنه متى دنا انحازوا إليه وتركوا بيدو وخامروا عليه، فبلغ الخبر بذلك لقازان،


(١) انظر أيضا كنز الدرر ج‍ ٨ ص ٣٦١ - ٣٦٢.
(٢) انظر زبدة الفكرة (مخطوط) ج ٩ ورقة ١٨٩ ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>