للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتجهز للمسير من خراسان، وبلغ بيدو خبره فأوجس خيفة منه، وذكر ذلك لنوروز. فقال له: أنا أكفيك أمره وأدفع عنك شره، ومتى وجهتنى إليه ثنيت عليك عزيمته، وفرقت جماعته، وأرسلته إليك مربوطا، فاستحلفه أنه لا يخون فى عهده إذا فصل من عنده، ثم سرحه فسار إلى خراسان، وأخبر قازان كل ما كان، وخرجا معا لقصد بيدو، وسارا طالبين الأردو، وأرسل نوروز إليه قدرا مربوطا فى عدل، وقال: قد وفيت بما قلت لك، وأرسلت قزان (١) إليك مربوطا بالوثاق، ولم أغير ما وقع به الميثاق، فغضب بيدو لرسالته، وتبين له مكره به من مقالته، وسار للقائه، فالتقى الجمعان بنواحى همدان، فخامر أمراء بيدو عليه وانحازوا إلى قازان، فاستظهر بهم وقوى بسببهم، ولم يكن لبيدو بهم إلا الفرار وسلوك الأوعار، فلحقوه بنواحى همدان فقتلوه، وكانت مملكته ثمانية شهور، ومقتله فى ذى الحجة من هذه السنة.

وفى ذى الحجة: ملك قازان (٢) بن أرغون بن هلاون، واستقر فى السلطنة، وترك أخاه خربندا مقيما بخراسان، واستقر نوروز (٣) أتابك العساكر ومدبر المملكة إلى أن كان منه ما سنذكره (٤) إن شاء الله تعالى.

وقال ابن كثير: ولما تملك قازان على التتار فى هذه السنة أسلم وأظهر الإسلام [على يد الأمير نوزون رحمه الله، ودخلت التتار أو أكثرهم فى الإسلام (٥)


(١) «قازان» فى الأصل، والتصحيح من زبدة الفكرة.
(٢) «قازان» أو غازان» - انظر زبدة الفكرة.
(٣) نوروز أو نيروز.
(٤) أنظر زبدة الفكرة (مخطوط) ج ٩ ورقة ١٩٠ أ، ب.
(٥) [] إضافة من البداية والنهاية.

<<  <  ج: ص:  >  >>