للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بحجاب وجعلوه من ورائه، ولم يتنبه لردعهم ولا تيقظ لمنعهم، فتمكنت البغضاء» وتزيدت الشحناء، [وهو لا يعلم بما تم، ولا ينظر فيه نظر من بحسمه يهتم] (١)، وصار الأمراء يعتقدونه راضيا بهذه الأمور، فامتلأت بالإحنة صدور الصدور، وكان كما قيل:

وإن (٢) … كنت لا تدرى فتلك مصيبة

وإن كنت تدرى فالمصيبة أعظم (٣)

وفى نزهة الناظر: ومما قاله شمس الدين ابن دانيال (٤) فى ذلك:

ربنا اكشف عنا العذاب فإنا … قد هلكنا فى الدولة المغلية

جاءنا المغل والغلا فانسلقنا … وانطبخنا فى الدولة المغلية

وفيه: لما قرب هؤلاء من القاهرة أمر السلطان لسائر الأمراء والعسكر إلى لقائهم، فخرجوا، وخرج أهل المدينة كافة، وكان يوما مشهودا، ثم أنعم على مقدميهم طرغاى بطبلخاناة، وكان عزم على أن يعطيه إمرة مائة وتقدمة ألف، فأشار عليه الأمراء أن يكون طبلخاناة وبعد قليل يكبره، وأنعم على ألوص بإمرة عشرة، والبقية بأخباز وإقطاعات، وعظمهم تعظيما عظيما، فصار طرغاى يجلس مع مقدمى الألوف، وتزايد ضرر العالم بالغلاء والويل، ورأت السوقة من تلك الطائفة وسوء أخلاقهم وبذاذة نفوسهم ما كرهوه، وقصد


(١) [] إضافة من زبدة الفكرة.
(٢) «فإن» فى زبدة الفكرة.
(٣) زبدة الفكرة (مخطوط) ج ٩ ورقة ١٩١ أ - ١٩٢ أ، التحفة الملوكية ص ١٤٦، وانظر أيضا المواعظ والاعتبار ج‍ ٢ ص ٢٢ - ٢٣.
(٤) هو محمد بن دانيال بن يوسف الخزاعى الموصلى، الحكيم الكحال، الأديب، المتوفى ٦٩٣ هـ‍/ ١٢٩٣ م - المنهل الصافى، وورد ذكر وفاته سنة ٧١٠ هـ‍/ ١٣١٠ م - فى فرات الوفيات ج ٣ ص ٣٣٠ رقم ٤٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>