للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فلما وردت مطالعات نواب الشام إلى الأبواب السلطانية بوصول هؤلاء الأويراتية أرسل زين الدين كتبغا إليهم الأمير علم الدين سنجر الدويدارى من دمشق لينزلهم فى بلاد (١) الساحل، ويحضر مقدميهم وكبارهم إلى الباب العزيز، فأنزل نسوانهم وأولادهم وعامتهم فى بلد الساحل، وأحضر من أعيانهم نحو مائتى فارس صحبة (٢) طرغاى وككتاى والوص (٣) مقدميهم، فلما وصلوا تلقاهم زين الدين كتبغا بالإكرام، وعاملهم بالإنعام، [وألم بهم غاية الإلمام] (٤)، وعجل لهم الخلع والهبات، وأعطى أكابرهم الطبلخانات «وصاروا يجلسون بالقلّة فى مراتب الأمراء ومقاعد الكبراء» (٥).

وكان الصواب أن يدرجوا قبل أن يقدموا ويمهل عليهم حتى يسلموا، فإذا دخلوا فى الدين وأقاموا شعائر المسلمين، وعرف منهم ذلك باليقين، يرفع منهم من يستحق الرفعة، وينقلون إلى الأخباز والإمرة.

فلما رأى أمراء الإسلام ما فعله مع هؤلاء على غير القياس، وأنه قدمهم على أكابر الناس كرهوا منه هذه الفعلة، مع ما فى النفوس من تغلبه على السلطنة وخلعه وارث المملكة، فتغيرت له الخواطر، وتكدرت منه الضمائر، وتوثبت مماليكه على الإقطاعات والحمايات، وامتدت أيديهم إلى الرشى والجبايات، وتكبروا على الكبراء، وتقدموا على قدماء الأمراء، وغلبوه على رأيه، وحجبوه


(١) «بلد» فى زبدة الفكرة.
(٢) «مائة فارس وثلاثة عشر فارس» فى كنز الدرر ج‍ ٨ ص ٣٦٢.
(٣) «وأركاوون» فى كنز الدرر.
(٤) [] إضافة من زبدة الفكرة.
(٥) «» ساقط من نسخة زبدة الفكرة التى بين أيدينا.

<<  <  ج: ص:  >  >>