للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال بيبرس فى تاريخه: وفيها وهى فى سنة خمس وتسعين وستمائة ورد إلى البلاد الشامية طائفة كثيرة من التتار الأويراتية (١) صحبة طرغاى (٢)، وقد ذكرنا طرفا من ذلك فى السنة الماضية (٣) على ما ذكره ابن كثير ولكنه ما ذكره مستوفى.

قال بيبرس: وكان سبب هربهم من بلادهم أن طرغاى كان متفقا مع بيدو [بن طرغاى (٤)] على قتل كيخاتو (٥)، فلما وصل الملك إلى قازان بن أرغون خاف طرغاى على نفسه لئلا يأخذه بقتل عمه، فيجعل ذلك الذنب وسيلة إلى سفك دمه، وكان مقيما بتمانه بين بغداد والموصل، وكان ابن بغا مقيما بتمانه بديار بكر، فأرسل قازان بولاى ومعه تمان إلى دياربكر عوضا عن أسنبغا، وأوصاه بأن يحفظ الطرقات على طرغاى وجماعته، وإذا وصل من يندبه لقتله يكون مساعدا له، وجهز قازان أيضا أميرا يسمى قطغو فى ثمانين فارسا ليقبضوا على طرغاى ومن معه من قبيلة [١١٨] أو (٦) يرات، فأحسّ بما دبر عليه قازان، وعلم أن قطغو إنما جرد إليه للقبض عليه، فاتفق هو والأمراء الذين معه وهم ألوص وككتاى فقتلوا قطغو ومن معه، وعبروا الفرات وحضروا إلى الشام، وبلغ بولاى أنهم ساروا نحو الفرات فسار (٧) فى آثارهم، فالتقوا وتصافوا معه فكسروه، وقتلوا أكثر التمان الذين معه، وطرغاى هذا كان متزوجا ببنت منكوتمر بن هلاون.


(١) أويراتية: نسبة إلى لفظ أويرات، وهو اسم جنس يطلق على عدة قبائل مغولية سكنت الجزء الأعلى من نهر ينسى بأواسط آسيا - السلوك ج‍ ١ ص ٧٠٨ هامش (٣).
(٢) انظر ترجمة: طرغاى بن عبد الله التترى - فى المنهل الصافى.
(٣) انظر ما سبق ص ٢٧٨ وما بعدها.
(٤) [] إضافة من زبدة الفكرة.
(٥) «كيختو» فى زبدة الفكرة.
(٦) «من أكابر قبيلة أو يرات» - تاريخ ابن الفرات ج‍ ٨ ص ٢٠٤.
(٧) «فساروا» فى الأصل، والتصحيح من زبدة الفكرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>