ومنها: أن السلطان الملك الناصر يوسف أمر بعمارة الرباط بسفح جبل قاسيون.
ومنها: أن عسكر الملك الناصر يوسف رحلوا من العوجاء إلى عزّة ونزلوا على تلّ العجول، واتفق وصول رسول الخليفة وهو الشيخ نجم الدين البادرائى من بغداد ليجدّد الصلح الذى وهت مبانيه، وقرر الصلح، فأعاد العسكر.
ومنها: أنه كان ظهور النار من أرض الحجاز التى أضاءت لها أعناق الإبل ببصرى، كما نطق بذلك الحديث المتفق عليه، وقد بسط القول فيه أبو شامة فى كتاب الذيل وملخصه أنه قال: جاء إلى دمشق كتب من المدينة النبويّة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، بخروج نار عندهم فى خامس جمادى الآخرة من هذه السّنة، وكتهت الكتب فى خامس رجب والنار بحالها.
قال: ووصلت الكتب إلينا فى عاشر شعبان وفيه تصديق لما فى الصحيحين من حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضئ أعناق الإبل ببصرى».
قال: فأخبرنى بعض من أثق به ممن شاهدها بالمدينة أنه بلغه أنه كتب بتيماء (١) على ضوئها الكتب.
قال: وكنا فى بيوتنا تلك الليالى وكأنّ فى دار كل رجل سراجا، ولم يكن لها حرّ ولفح على عظمها، إنما كانت آية من آيات الله عزّ وجل.
(١) تيماء: بالفتح والمد، بلد بأطراف الشام، على طريق حاج الشام ودمشق - معجم البلدان.