إنه كثير الشر والعربدة، وأنه سكر، وقيل: أستاذ داره، لما تحدثوا معه فى خلاصه، سعى إليه واستتابه عن الشراب فتاب، وضمنته الأمراء، وأفرج عنه وأنعم عليه بمال من الخزانة وإقطاع مائة فارس.
ومنها أنه وردت الأخبار فى هذه السنة بإسلام قازان بن أرغون بن أبغا ملك المغول، والسبب فى إسلامه أن وزيره نوروز (١) كان من أكابر أمراء المغول، وله المنزلة الكبيرة، وكان يصحب المشايخ والفقراء، واطلع على كتب كثيرة، وعلم حقيقة دين الإسلام، ولما حصل له من القرب من قازان، وتوثق به قازان، وحكمه فى مملكته، اتفق فى تلك المدة وصول الشيخ صدر الدين بن محمد ابن حمويه الشافعى إلى نوروز، فتحدث معه، وأمره أن يستميل قازان إلى الإسلام، فاجتمع نوروز بقازان وتحدث معه فى دين الإسلام، وبين له محاسنه، وما يحصل له من البركة، واستجلاب الرعية والتجار، ولم يزل به على ذلك إلى أن وافق على ذلك، وقال له: ينبغى أن يكون إسلامك على يد الشيخ صدر الدين المذكور، والشيخ علم الدين بن البرزالى، وكان عند نوروز، وكان كبير القدر، واتفق مع ذلك وصول الشيخ صدر الدين الجوينى بن شيخ الشيوخ ببغداد، وكان معظم القدر، صاحب علم ودين وبر، فاتفق الجميع، ودخلوا على قازان، فتلقاهم بالإكرام والقبول، وهداه الله إلى دين الإسلام، فأسلم على يدهم، وكان ذلك فى العشر الأخير من شعبان، فعند ذلك أمر بالمناداة فى أوردو برفع المظالم عن الناس، وإظهار شرائع الإسلام، وأمر بعمارة المساجد والجوامع، وصام شهر رمضان، وأسلمت معه جماعة من المغول، وكان له يوم الفطر عيد عظيم، وسمع الخطبة، ونثر على رأسه يوم صلاته فى يوم العيد الذهب والفضة، وأمر أن تعمل له سناجق خليفتيّة، ورسم أن تخرب الكنائس والبيع، وقرر على
(١) «نوزون» فى البداية والنهاية - انظر ما سبق ص ٢٨٠.