للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اليهود والنصارى الجزية، وأقام الشيخ عنده يعلمه فرائض الإسلام، وقصد الشيخ الحج فجهزه، وسيّر معه نفقات كثيرة تعطى [١٢٤] لأشياخ مكة وفقرائها. وشاع خبره فى بلاد مكة وغيرها بأنه أسلم.

ولما وصل الخبر بذلك إلى السلطان، جمع الأمراء لذلك وعرفهم، فلم يعجب ذلك بعض الأمراء الكبار، وأنكروا إسلامه، وأنه ربما يكون ذلك مكيدة على المسلمين ليطمئنوا ثم يمشى عليهم على غفلة منهم.

ولما بلغ ذلك طرغاى وأصحابه الأويراتية أنكروه أيضا، وخطر لهم أنهم أشاعوا ذلك ليرغموهم على الإسلام، فلم يلتفتوا إلى ذلك القول.

وقد ذكرنا أن ابن كثير ذكر إسلام قازان فى السنة الماضية (١)، وذكرنا طرفا منه.

ومنها أنه وقعت فى هذه السنة أعجوبة، وهى أن بعض الأمراء بالقاهرة كان جالسا على باب داره، وإذا بامرأة فقيرة تسأل، وهى من أحسن الناس صورة، فاستوقفها، وقال للخادم: خذ هذه وادخل بها الدار، واطعمها حتى تشبع، وكان ذلك من قوة الجاه، فدخل بها الخادم، وأحضر لها رغيفا فأكلته، ثم أحضر ثانيا فأكلته، ثم أحضر ثالثا فأكلته، ثم قال الأمير: هاتوا لها زبدية طعام لأجل الدسم، فأحضروا لها خافقية كبيرة، فأكلت أكثرها، ثم استندت إلى الحائط لتستريح، فإذا بها قد ماتت، ووجدوا على كتفها جرابا مسحورة باقى ما فيه يد صغير ورجله (٢).


(١) انظر البداية والنهاية ج‍ ١٣ ص ٣٤٠.
وانظر ما سبق ص ٢٨٠.
(٢) انظر أيضا السلوك ج‍ ١ ص ٨١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>