أنه أجاب إلى سؤالهم، وأرسل التقليد مع مملوك له يسمى جاغان، وبعث معه أيضا تقليد الوزارة لتقى الدين توبة، وكان ممن يلوذ بخدمته، وأمر بحضور الأمير علم الدين الدويدارى وصحبته القاضى حسام الدين الحنفى، وأمر لإمام الدين القزوينى بقضاء دمشق، عوضا عن ابن جماعة، واستقر ابن جماعة خطيبا وناظر الأوقاف.
وخلع على الأمير سيف الدين قفجاق واستقر نائب دمشق، وعلى الأمير شمس الدين قراسنقر واستقر نائب السلطان بمصر، وأمر لقفجاق أن يروح على البريد، وتقدم قدامه جاغان بالتقاليد، وخلع على الأمير سيف الدين الحاج بهادر أمير حاجب على عادته، وعلى الأمير سيف الدين بكتمر السلحدار واستقر أمير جاندار، وخلع على الأمير سيف الدين سلار واستقر أستاذ الدار، عوضا عن بتخاص.
وتباشرت الناس بسلطنته، وانحطت الأسعار، وكثر الجلب، ورجع كل شئ إلى ما كان عليه، وتواترت الغلال من الأقاليم، وكثرت المواشى، والفواكه، والسلطان أيضا شرع فى الإحسان للرعية والجند والأمراء، وأمر بتجهيز النفقات، وأخذ فى تأمير مماليكه، فأمّر منكوتمر، وجاغان، وبهادر المعزى، وبهادر الجوكندار، وسيف الدين بيدو، وأيدغدى شعير، وسيف الدين بالوج، وجمال الدين أقوش الرومى، وغيرهم من الطبلخانات والعشرات، وأفرج عن الملك المجاهد وخلع عليه، وشفع هو عنده فى مملوك أبيه علاء الدين قطلوبوس، فقبل شفاعته، وخلع عليه، ورسم بنزوله دار والده المجاورة لدار الملك المنصور، وطلب بعد ذلك الصاحب فخر الدين ابن الخليلى