للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جميع ما تختاره، ونحن نضمن لك كل ما تقصده، وتكتب إليه، ويأتى الجواب إن شاء الله بما تختاره، فقال: أنا ما بقيت أريد غير سلامة رأسى وولدى وأهلى، وحيث اختار أن أكون فيه [١٣٦] يعلمنى بذلك، ويبعث عائلتى، وأنتم تعلمون ما عملت مع هذا الرجل من أول الزمان إلى آخره، وأقل ما يكون أن أكون أنا وعائلتى فى الحياة مستورين، فتوجعوا كلهم من كلامه وشكايته، ثم أحضروا سائر القضاة وخلع نفسه من الملك، فحلف وحلفوا كلهم، وكان ذلك اليوم يوم الجمعة، فخطب باسمه (١) ودعى له وقرأ رئيس المؤذنين {(قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ)} (٢) الآية، فتناكب الناس وضجوا بالدعاء للملك المنصور لما سبق لهم من المحبة له.

وفى ذلك اليوم انحط سعر الغلة عشرة دراهم من الغرارة، وكان زاد السعر يوم دخول العادل، وكذا زادت أسعار بقية الأشياء، ثم رجعت إلى ما كانت عليه، ثم أخلوا مكانا لكتبغا فى القلعة ورسموا على أغرلو مملوكه وجميع حاشيته، ثم كتبوا إلى المنصور بجميع ما وقع عليه الاتفاق، وسألوه فى آخر الكلام قبول الشفاعة فى كتبغا، وأنه خشداشه على كل حال، وأنه أذعن لطاعته، وكان أول من حلف له عند وصول الخبر، وأرسلوا نسخة اليمين أيضا.

فلما بلغ إليه ذلك فرح، وعرف الأمراء، وقرأ الكتاب عليهم، ثم قال:

كتبغا ما له ذنب، ولولا مماليكه ما جرى عليه شئ من ذلك، ولكن الأمور بتقدير الله تعالى، ثم كتب له تقليدا بنيابة صرخد، وكتب إلى الأمراء بدمشق


(١) الضمير يعود إلى المنصور لاجين.
(٢) سورة آل عمران رقم ٣ آية رقم ٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>