للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الناس على الهلاك، وعادت السفن تدخل إلى أوسط (١) البلد وتخترق (٢) أزقة بغداد، ثم ذكر فيه حكاية النار (٣).

وقال ابن كثير رحمه الله: الحديث الوارد فى هذه النار مخرّج فى الصحيحين من طريق الزهرىّ عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضئ أعناق الإبل ببصرى». وهذا لفظ البخارى (٤)، وقد وقع هذا فى هذه السنة، أعنى سنة أربع وخمسين وستمائة كما ذكرنا.

وقد أخبرنى قاضى القضاة صدر الدين على بن أبى القاسم التميمى الحنفى الحاكم بدمشق فى بعض الأيام فى المذاكرة وجرى ذكر هذا الحديث وما كان من [أمر (٥)] هذه النار فى هذه السنة: فقال: سمعت رجلا من الأعراب يخبر والدى ببصرى فى تلك الليالى أنهم رأوا أعناق الإبل فى ضوء هذه النار التى ظهرت من أرض الحجاز (٦).

وقال ابن كثير: وكان مولده فى سنة ثنتين وأربعين وستمائة (٧)، وكان والده مدرّسا للحنفية ببصرى، وكذلك كان جدّه، وهو أيضا قد درّس بها، ثم انتقل


(١) «وسط» فى الذيل على الروضتين.
(٢) «وتخرق» فى الأصل، والتصحيح من الذيل على الروضتين.
(٣) انظر الذيل على الروضتين ص ١٩٠ - ١٩٢.
(٤) البداية والنهاية ج‍ ١٣ ص ١٩١، وانظر البخارى الفتن ٢٤، مسلم أشراط الساعة ١٤ رقم ٢٩٠٢.
(٥) [] إضافة من البداية والنهاية.
(٦) البداية والنهاية ج‍ ١٣ ص ١٩١.
(٧) «وخمسمائة» فى الأصل، والتصحيح من البداية والنهاية.

<<  <  ج: ص:  >  >>