للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٣٧٠] إلى دمشق فدرس بالصادرية (١) وبالمقدمية (٢)، ثم ولى قضاء القضاة الحنفية، وكان مشكور السيرة فى الأحكام، وقد كان عمره حين وقع هذه النار بالحجاز ثنتى عشرة سنة، ومثله ممن يضبط ما سمع من الخبر أن الأعرابىّ أخبر والده فى تلك الليالى (٣).

وقال أبو شامة: وفى ليلة الجمعة مستهل شهر رمضان من هذه السنة احترق مسجد النبى عليه الصلاة والسلام، وابتداء حريقه من زاويته الغربية من الشمال، وكان دخل أحد القومة إلى خزانة ثم، ومعه نار فعلقت فى آلات ثمّ، واتصلت بالسقف سرعة، ثم دبت فى السقوف آخذة قبلة، فاعجزت (٤) الناس [عن (٥)] قطعها، فما كان إلا ساعة حتى احترقت سقوف المسجد أجمع (٦)، ووقعت بعض أساطينه وذاب رصاصها، وكل ذلك قبل أن ينام الناس، واحترق سقف الحجرة النبويّة على ساكنها (٧) السلام، ووقع ما وقع منه فى الحجرة وبقى على حاله لما شرع فى عمارة سقفه وسقف المسجد، وكان ذاك ليلة الجمعة وأصبح الناس فعزلوا موضعا للصلاة.


(١) المدرسة الصادرية بدمشق: وهى أول مدرسة أنشئت بدمشق سنة ٤٩١ هـ‍/ ١٠٩٨ م، أنشأها شجاع الدولة صادر بن عبد الله، بياب للبريد على باب الجامع الأموى - الدارس ج‍ ١ ص ٥٣٧ وما بعدها.
(٢) المدرسة المقدمية الجوانية بدمشق، أنشأها شمس الدين محمد بن المقدم، أحد نواب صلاح الدين بدمشق، والمتوفى سنة ٥٨٣ هـ‍/ ١١٨٧ م - الدارس ج‍ ١ ص ٥٩٤ وما بعدها.
(٣) البداية والنهاية ج‍ ١٣ ص ١٩١ - ١٩٢.
(٤) «فأعجلت» فى الذيل على الروضتين، وذيل مرآة الزمان ج‍ ١ ص ١٠.
(٥) [] إضافة من الذيل على الروضتين، وذيل مرآة الزمان.
(٦) «جميعها» فى الذيل على الروضتين.
(٧) «عليه» فى الأصل، والتصحيح من الذيل على الروضتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>