للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبيت إبراهيم وما فيهن وسلمت ذلك إليهم ولأعقابهم، فمن أذاهم أذاه الله ومن لعنهم لعنه الله، شهد بذلك عتيق ابن أبى قحافة وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضى الله عنهم وكتبه على بن أبى طالب، فلما رأى سلار ذلك الحط أخذه ودخل على السلطان وعرفه أن هذا الرجل من أهل بيت كبير وذرية صالحة موصاة بوصية النبى عليه السلام وأخرج له الخط، فلما رآه السلطان نهض إليه وقبله ووضعه على رأسه وقال: السمع والطاعة، قبلت أمر رسول الله عليه السلام، ثم طلب الأعسر وعرفه بذلك، فأخذ الوزير فى منع هذا وقال: لم يعقب تميم الدارى، وربما يكون هذا مفتعلا، فقال السلطان: ما بقى إلا مكان للتعرض إلى هذا بوجه من الوجوه، وإن كان ما تقول صحيحا، فخرج الوزير من عنده وطلب ابن الخليلى إليه وأكرمه، وقال له على شى يحمله يرضاه، فاتفق معه على على حمل ثمانين ألف درهم وأفرج عنه.

ومنها: أنه رسم بالإفراج عن الإمام الحاكم بأمر الله أبى العباس أحمد، وكان قد منع الخروج والركوب وعن أمر يدخل إليه، وكانوا أخلو له برجا، وإلى الآن يعرف ببرج الخليفة، فلما حضر عنده قام إليه وأكرمه وأنعم عليه بأشياء كثيرة، ورسم أن يخلى له موضع بالكبش (١) ويقيم فيه هو وعائلته، وأجرى له ولعائلته رواتب وجميع ما يحتاجون إليه، ورسم له أن يخطب يوم الجمعة ويؤم بالناس ونزل فى موكب عظيم والأمراء والحجاب فى خدمته، وكان يوما مشهودا، وجاءت إليه القضاة والمشايخ، ثم خطب يوم الجمعة خطبة بليغة.

ومنها: أنه أمر بتجديد عمائر جامع أحمد بن طولون وترميم ما تشعث من جدرانه.


(١) «مناظر الكبش» فى تذكرة النبيه ج‍ ١ ص ١٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>