للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن كثير: وندب لعمارته علم الدين سنجر الدوادارى وأفرد له عشرين ألف دينار عينا من خاص ماله، فصرفت عليه، ورتب له أملاكا وجدد له أوقافا (١).

وفى نزهة الناظر: وكان السبب لذلك ما ذكرناه عند ما اتفق للسلطان وقراسنقر من قتل الملك الأشرف، وأن السلطان لما هرب جاء ودخل جامع ابن طولون وأقام فيه ثلاثة أيام هى إقامته فيه [١٤٠] نذر لله تعالى إن خلصه من هذه الورطة أن يعمر هذا المكان ويجدّده، وأن يعمل فيه من الخير جهده، (٢) واتفق ما اتفق من تقلبات الدهر إلى أن تسلطن وصار له الحكم فى سائر الأمور تذكر ذلك النذر، وكان قد طلب الأمير علم الدين الدوادارى من دمشق وخلع عليه وولاه نيابة دار العدل لما كان يعلم من خيره وعلمه ودينه، وكانت له معه صحبة قديمة، وفوض إليه أمر العمارة وشراء الأوقاف، وأوصى إليه أن لا يسخر فيه صانعا ولا فاعلا، وأن لا يشترى شيئا إلا بقيمته، وأول ما اشترى من الأماكن لوقفه منية الدونة من الأعمال الجيزية، واشترى له أرض ساحة إلى جانبه وحكّرها، ورتب فيه الدروس فى المذاهب الأربعة، ورتب المقرئين وقراء المصحف والبوابين والوقادين، ودرس الأطباء، ومكتب الأيتام، وغير ذلك من جميع المعروف (٣).

وجدّد أيضا المسجد الأخضر بين القرافتين، ومسجدا آخر بجوار الليث بن سعد رضى الله عنه، وجدد مواضع كانت قد هدمت من مساجد الفتح.


(١) انظر وثائق وقف السلطان حسام الدين لاجين رقم ١٧، ١٨ محفظة ٣ مجموعة المحكمة الشرعية بدار الوثائق القومية، وانظر فهرست وثائق القاهرة.
(٢) انظر ما سبق ص ٢٣٨ وما بعدها.
(٣) انظر أيضا المواعظ والاعتبار ج‍ ٢ ص ٢٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>