للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها: أنه ورد إليه كتاب الشريف أبى نمى صحبة قواده يهنئ بولاية السلطان ويعرض بذكر كتبغا بشئ من شعره:

لقد نصر الإسلام بالملك الذى … تزعزع من شم الملوك الشناخب

حسام الهدى والدين منصوره … الذى رقى بسماء المجد أعلى المراتب

مضى كتبغا خوف الحمام وقد … أنت إليه أسود الجند من كل جانب (١)

ومنها: أن السلطان المنصور قبض على الوزير شمس الدين الأعسر، وكانت توليته الوزارة فى جمادى الأولى، وقبض عليه فى أواخر ذى الحجة من هذه السنة، وكان السبب لذلك كبره وتجبره وتعاظمه على الأمراء ومماليك السلطان، وبلغ كبره إلى أنه لا يرد الجواب للسلطان إلا بعد زمان وتأنّى، ومع هذا كان يجيبه بما لا شفاء له، وكان قصده أن يسلك فى الوزارة مسلك الشجاعى مع أرباب الأقلام والمتعممين، ولذلك ما كان يقبل شفاعة أحد من الأمراء، وكان بخرق بقصادهم ونوابهم ويتعاظم عليهم، فلذلك رماه الله على أم رأسه.

ومنها: أنه قبض على الأمير قراسنقر النائب، والسبب لذلك أمور منها:

أنه أراد أن يقيم مملوكه (٢) منكوتمر عوضه فى النيابة، ومنها: أنه خشى من اتفاق الأمراء البرجية الذين أخرجهم من الحبس مع قراسنقر النائب، ومنها: أن قراسنقر أسرف فى الطمع والحمايات وتحصيل الأموال على أى وجه كان، واتفق فى نيابته شكوى كثيرة فى دار العدل بقصص رفعت فى حق مماليكه، وكان أكثر الشكاوى فى حق كاتبه شرف [يعقوب (٣)] فإنه كان تحكم فى بيته تحكم الملاّك،


(١) انظر غاية الموام ج‍ ٢ ص ٣٥ - ٣٦ حيث توجد أبيات أخرى، كما يوجد اختلاف فى بعض المقاطع.
(٢) الضمير هنا يعود على المنصور لاجين.
(٣) [] إضافة للتوضيح - تاريخ ابن الفرات ج‍ ٨ ص ٢٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>